شارك الشاعر عبدالله الزيد والشاعر عبدالله الصيخان والكاتب محمد السحيمي، في ليلة وفاء للراحل الشاعر سليمان الفليح، نظمها هذا الأسبوع بيت الشعر في النادي الأدبي بالرياض، وسط حضور عدد من الأدباء والمثقفين والشعراء والإعلاميين. كما شارك في الليلة، التي أدارها الشاعر حمد العسعوس، نجل الراحل، الكاتب سامي الفليح، الذي استهل الليلة بكلمة قال فيها إن والده عاش يتيما بلا أخوة، وكذلك جده أيضاً، فكان مكافحا لهذه الظروف، ولم تحرمه أن يكون شاعراً وكاتباً، موضحا أن والده كان شخصية منفتحة على صعيد البناء الثقافي، وليس لديه موقف حاد، واصفا إياه بأنه رجل بدون شروط. وأضاف قائلا: الوالد رحمة الله عليه، كان يأخذني ويدخلني إلى المجتمع معه وعمري ست سنوات لكي أتعلم منه حب التواصل والمحبة مع الناس، فطبيعته بلا حواجز، فهو سمح بسيط قريب من الناس، يوصف سلوكه بالقصائد، وكان إذا كتب قصيدة فرح بها كما يفرح بمولود جديد. وفي آخر حديثه قال إن والده عاشق للصحراء ويعدها جنة الأرض، ويكون بشخصية مختلفة تماماً عندما يذهب هناك. وألقى الشاعر عبدالله الزيد قصيدة، جاء فيها: "فَيَالَهُ من نبيل كلما أزفت/ للبذل ساعة فتح الندى ملكه/ وكلما حضرت للعزم سانحة/ من المضاء تحدى رهبة الهلكه/ وإن تناثرت الأفلاك من نسق/ تساقطت زمر التنجيم والفلكه/ فلم يلذ بحجاب لا إله له/ ولا تعلق بالمصباح أو دلكه/ قد كان فارس هذا القاع مكتفياً/ لا القاع أنصفه ولا الذي سلكه". بعدها تحدث الشاعر عبدالله الصيخان، وقال: إن الفليّح أسهم في توطين القصيدة الحديثة في الكويت سواء الفصيح أو الشعبي، وجعل من شخصه وثقافته قنطرة عبور لاكتشاف الجمال فيها. وأوضح أن الفليح أضاف نكهة الصحراء إلى القصيدة الحديثة مما شكل ملمحاً من خصوصيتها، مبينا أنه صديق لقيم الفرسان الذين قرأ سيرهم وأشعارهم ومدين لهم بالحب والإعجاب. وذكر إن الفقيد في آخر تغريده له ظل يؤكد لمن يسأل قائلاً: أنا كويتي وسعودي وأردني وسوري وقبل ذلك عربي. أما الكاتب محمد السحيمي، فأشار إلى الفليح حمل هم الوطن الأول وكان ملتصقا بالهم الذي يكتب عنه؛ ولذلك فإنه لم يكتب لمجرد التنظير أو مجرد منافسة الأفكار، وإنما يكتب عن معاناة حقيقة، وكان يعطي الحلول قبل وقوع الحادثة، مستشهدا بحادثة انفجار صهريج الغاز قبل نحو عام وأنه تنبأ بحدوثها قبل وقوعها بنحو ستة أشهر. من جانب آخر نظم "منتدى الشباب الإبداعي" في النادي، الثلاثاء الماضي، لقاء تحت عنوان "تجارب في القراءة" بإدارة أمين المنتدى، عبدالرحمن الجاسر، ومشاركة مفرّح الشقيقي، وتهاني العيدي، وعدد من الحضور حول قراءتهم. واعترف الشقيقي، خلال حديثه في المنتدى، أن علاقته مع الكتاب بدأت بعد سرقته ديوان طرفة بن العبد من مكتبة المدرسة، ثم تطورت إلى كتابات نزار قباني في المرحلة الجامعية. وحدد الشقيقي أن فترة الدراسة الجامعية كانت حاشدة بالقراءات والمطالعات يدعمها في ذلك نادي الطلاب الأدبي. وسرد أهم الكتب التي غيرت حياته. بدورها، تحدثت تهاني العيدي عن القراءة، موضحة أنها كلما قرأت، أدركت جهلها وفداحة أمرها، وقالت: حين يمر علي يوم دون قراءة أشعر بغربة؛ لأن القراءة ضرورة وليست ترفاً. وتطرقت العيدي للحديث عن القراءة والطفولة من ذكريات لها وتأملات، مختتمة حديثها بقولها: لوالدي أثر كبير في معرفتي معطيات الحياة، أومن أن البيئة تسهم في تشكل الطفل وانتقاله من مرحلة إلى أخرى.