أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أن المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل استقالوا احتجاجاً على عدم تحقيق تقدم في المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة وخيم عليها استمرار البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وهذا القرار هو مأزق جديد للمحادثات التي استؤنفت مع إسرائيل في يوليو، حيث قال مسؤولون من الجانبين إنها لم تحقق تقدماً يُذكر. وخلال مقابلة مع قناة سي.بي.سي التليفزيونية المصرية لمح عباس إلى أن هذا لن يؤدي إلى توقف المفاوضات، وأن السلطة الفلسطينية ستُقنع الوفد بالعدول عن قرار الاستقالة أو تشكل وفداً جديداً. وفي السياق نفسه شكَّكت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس في إعلان إسرائيل إلغاء خطط لبناء أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية. وقالت الوزارة، في بيان صحفي لها، إن نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وادعائه عدم العلم بهذه الخطط وطلبه تجميدها «لا يعدو كونه ذرا للرمال في العيون». وأضافت الوزارة «أن الخبرة الفلسطينية في مثل هذه الحالات والمعطيات على الأرض تُكذِّب ذلك، حيث حدث وأن نفت أوساط إسرائيلية مثل هذه النشاطات الاستيطانية، بينما استمر البناء الاستيطاني على الأرض». وتابعت «علَّمتنا التجارب الماضية أنَّ نتنياهو غالباً ما يُعطي التعليمات لتسريع وتيرة البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية». يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتنياهو أصدر تعليماته بإعادة النظر في جميع إجراءات التخطيط لبناء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة في الضفة الغربية التي أعلنتها وزارة الإسكان الثلاثاء. ونقلت الإذاعة عن نتنياهو قوله إن هذه الخطوات التي اتخذت بدون تنسيق مسبق لا تساعد الاستيطان ولا تنطوي على مغزى قانوني أو عملي وتثير تحفظات في المجتمع الدولي. وطالبت الخارجية الفلسطينية، اللجنة الرباعية الدولية والولاياتالمتحدةالأمريكية ب»تحمل مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي في توفير الحماية لشعبنا، وأرض دولة فلسطينالمحتلة». ودعت إلى «عدم الاكتفاء بالإدانات التي أصبحت تتعايش معها الحكومة الإسرائيلية واتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية والديبلوماسية اللازمة لوقف العمليات الاستيطانية حماية للمفاوضات ولمبدأ حل الدولتين وحفاظاً على الأمن والاستقرار في الإقليم برمته «. وحملت الوزارة، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما وصفته « بالعدوان الغاشم والشامل، وتداعياته على المفاوضات»، مؤكدة أن إسرائيل تعلن نهاية عملية السلام إذا لم تتراجع خطط الاستيطان المعلنة. وهدد مسؤولون فلسطينيون فور إعلان وزارة الإسكان الإسرائيلية عن خطط الاستيطان الجديدة مساء الثلاثاء بأن الخيارات الفلسطينية ستكون مفتوحة فيما يتعلق بمصير المفاوضات في حال المضي في تنفيذها.