اسم الفاعل: صيغة قياسية تدل على من فعل الفعل، تشتق من الثلاثي على وزن (فاعل) نحو «راكض، جالس، قاعد، قائل» وله صيغ مبالغة نحو: (فعال) غير أنها لم تدرج في كتاب «النحو السعودي»! ذلك أن تصريفها معتل الأبنية. ويعمل اسم الفاعل عمل فعله فيرفع فاعلا، وينصب مفعولا به، ويتعلق به شبه جملة نحو: «أسارق زيد سيارة/ جيبا في مرآب/ كراج البيت» ف»زيد» هاهنا فاعل لاسم الفاعل: «سارق»، وسيارة/ جيبا: مفعول به دون سويتش، وشبه الجملة: في مرآب/ كراج البيت: متعلق به له حكم المغلق بإحكام وهو حرز لا محالة. وبالضرورة أن يأتي المثال الآنف خلوا من أن يكون البناء فيه للمجهول إذ الفعل: «سرق» كما سمعت: مبني على جميع حالات ال:»فتح» المواتي لكل أحد، ولن تستقيم وضعية الحالة الإعرابية إلا ب»النصب» ما لم تكن ثمة أدوات للجزم تؤخذ بالحزم، وتلك حالة إعرابية اتفق عليها عقلاء النحاة قاطبة؛ إذ لم يشذ فيهم إلا «القفال» و: «ابن خروف» حيث ماتا دون أن يتعرضا لسرقة، ولعمري إنهما لا يملكان غير بغل -مصاب بذات الرئة- بينما الآخر رأس ماله حمار أعرج! واسم الفاعل: اسم يدل على الحدث والذات التي قامت بهذا الحدث نحو: «إني حافز مواطنا فإذا حفزته فدعوه ينل نصيبه دون من أو أذى» يبين الشاهد أن صيغة «حافز» هذه إنما تدل على ثلاثة أمور هي: حدث الحفز، وفاعله، وزمن الحفز، وتقوم الصيغة: «حافز» بهذه الأشياء الثلاثة، وبالصيغة نفسها يتوكد مبدأ السواسية فيما بين حالتي الأمر والنهي وصاحبيهما، ويرتفع «المحتاج» آنذاك بحاجاته اضطرارا لمولاه دون أن يفتقر بذل وصغار لسواه، وسينأى بحقه المبين عن الانكسار جراء ضعفه المهين ليبقى من ثم بصيغة جمع المذكر/ المؤنث السالم.. وتلك قاعدة: «وطنية» يتجذر فيها الانتماء عطاء غير مجذوذ. ذلك أن ما عند الله باق وما عندكم ينفد. وعليه فدلالة اسم الفاعل على الزمن تبقى وضعية حاصلة من كونه دالا على الحدث الذي هو: «الحفز» وعلى صاحبه: «المحتاج» ولئن تحقق وجود «الحدث/ الحفز» فيتعين حينذاك اعتبار حالات العوز البالغ حدا من المسغبة المشهودة إذ تبصر رأي العين، وبالتالي فما من حاجة تعوّز مسؤولا للجان ولا لكتابة تقارير، وهذا يستفاد يقينا من القرائن التي تحف حياة المحفز/ المواطن من كومة: الفواتير الباهظة على اعتبارها مثلا واحدا للعبء الذي يثقل كاهل رب الأسرة وهو ما ينهك عادة الموسرين فكيف بمن هو دونهم معيشة وسكنى وعطالة؟ كما أن من يلم بشيء من السياق لحيوات المواطن المثقلة ب: المديونية الضخمة؛ تجعله يؤمن ولا ريب بأن صيغة: اسم الفاعل: «حافز» ستظل – ما لم تتدارك – مشغولة بذمة عدم التكافؤ للفرص وبخاصة في الأدنى من الناس. وأيا يكن الأمر فالصيغة لاسم الفاعل: «حافز» قد لا تكون وافية بمفردها لأداء المعنى المراد من حدوثها وإحداثها بالوصف الاعتباري لها (سياسيا/ اجتماعيا) ذلك أن الصيغة ل:«حافز» كما قد تعلم ليست سوى لفظة اصطلاحية متغولة باللبس إيهاما أفرز ذلك عدم التوافر على إيجاد شروح مستفيضة تزيل لبس اجتهادات الناس ومحض أمانيهم تلك التي شرقت بهم وغربت؛ الأمر الذي لم تتحدد معه مسارات الانتفاع وإمكانية إطالة أمده. ويمكننا القول ثانية: إن من أكثر الأبنية الصرفية العربية إثارة للاختلاف وإيغالا للصدور حنقا عند النحاة هي: صيغة اسم الفاعل وإن شئت استفاضة وإبانة فعليك ب:»ساهر» مثلا؛ ذلك أن: لفظة ال»ساهر» جاءت صيغتها مشتركة ما بين اسم الفاعل والصفة المشبهة حيث لا قرينة نتمكن خلالها من الفصل ما بين: «السهر» على السلامة (حقا) للمواطنة دون إضافة أي كدر يمكنه أن يلوث صفو مشارب الإنسانية، وبين ال: «ساهر» على الجباية (واجبا) دون تنوين عند أرباب النحو؛ أو بتعبير أدق دون تنويه ابتغاء تدوين: «مخالفة» يترصدك فيها ابن جلدتك ليقتطع منك مبلغا كنت قد ادخرته لشهر «فسحة» لمدرسة صغيريك! وإن كنت من قوم مطل ولم تبادر سدادا فمضاعفة جباية المبلغ لك بالمرصاد هي الأخرى! وهي ربا -وفق رأي المفتي- الذي ما كان لفتواه تلك أي محل من الإعراب في كتاب نحو: «المرور»! ولست مع من قال: كناطح ساهرا يوما ليوهنه فلم يضره وأوهى جيبه الحمق ويعيبه أن يكون شاهدا «نحويا» في صيغة اسم الفاعل إذ جاء البيت هاهنا بصورة شائنة؛ من شأنها أن تقابل ما يمكن تصحيحه لاحقا بفعل من «النطح» الحيواني الذي لا يستقيم شرعا ولا عقلا بله يفسد «وطنا» ويخرب البيوت بأيدينا وأيدي المصطادين في الماء العكر. ينما صح عند نحاة «بريدة» هذا الشاهد في صيغة اسم الفاعل: «حافز»: سامح حافزا إذا خلط منه الإصابة بالغلط وتجاف عن تعنيفه إن زاغ يوما أو قسط واعلم بأنك إن طلبت مكملا رمت الشطط من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط واستتباعا لحالات العشق السعودي لصيغة اسم الفاعل يمكننا الإيجاز بالآتي: النحو والمنطق امتزجا حد التماهي وحسبك أن كتب اللغة قديما إنما تعنون ب»المنطق» هكذا إطلاقا بينما اشتغل «الناس» في زمننا الرديء هذا بالتواطوء مع السياسي على العبث بمنطق الأشياء.. ولكم أن تتساءلوا من هو ال:»فاشل»؟! عفوا ليس هو من خطر ببالكم توا؛ إنما ال:»فاشل» لا يعدو أن يكون ذلك الإنسان الطيب المغموس بوضوئه نقاء؛ إذ لم يتدنس بوضر أخلاقيات «الحرامية»، ولم يحترف السرقة، وبات يلتزم في السر والعلن: الضوابط دينا.. وأخلاقا.. وقانونا. في حين يأتي في مقابله الموصوف بال:»شاطر» ذلك الذي يتوافر على كل صفة من شأنها أن تجعله منبوذا غير أن الأمر دائما ما يكون على خلاف ذلك! «أنت طالق» صيغة اسم فاعل لا تلحقها التاء، ولو لحقتها لفسد الاعتبار للصيغة.. و»أنت طالق» تعد من الخزن الإستراتيجي لصوارف الدهر، وعدها «نحاة آخرون» في سياقات الدعم اللوجستي في زمن قد أحييت فيه بدعة «النكاح بنية الطلاق»! سدا لذريعة الفساد. «ساءل زيد المسؤول فظفر بحقه».. مع أن المسؤول في مثالنا هذا يكره «البدل» ويرضى على مضض في بدل البعض من الكل. ابتغاء فاعلية صيغة اسم الفاعل لا بد من استنفاد جميع الطاقة في»الظرف» الزماني.. وهل أحد يجهل أن دوام الحال من المحال؟ من عشق والديّ لصيغة اسم الفاعل اسمياني: «خالدا».