هناك أمنيات كثيرة لم تتحقق، يسعى خلفها الإنسان دائما، ويحاول جاهدا أن يمتلكها.. أمنيات كبيرة في عينيه، صغيرة في عيون من هم حوله.. يحاول أن يجد من يشجعه عليها ولكن…! مع الأسف، لا يجد أيّ دافع معنوي أو تشجيع.. لا يجد إلا السلبيات والانتقادات المستمرة والعبارات القاتلة. تحدثت على وجه العموم، أما الخصوص.. فهناك كائن يسمى «أنثى» له الحق في أن يُظهر ما لديه من إبداع أو مواهب، في أيٍّ من المجالات. المرأة أو الفتاة دُفنت ودفنت أحلامُها معها في مجتمعنا. لا أجزم أن جميع الفتيات حالهن هكذا، ولكنه حال الأغلبية منهن. على المجتمع تقدير المرأة كي تستطيعَ إخراج ما لديها من مواهب وإبداع في العمل، وعدم الانصياع لما يقوله البعض بأن عاداتنا لا تسمح بذلك، أو أن تقاليدنا سوف تتحطم، فهذه الفئة ليس لديها أدنى فكرة عن مدى خطورة ما تقول، لأن الفتاة إذا بقيت مهمشة ولم تشتغل بشيء مفيد، أو تسعى كي تحقق إنجازا يفيد المجتمع، فقد تسلك اتجاها آخر لن يرضي الجميع. إلى يومنا هذا ما زال بعض الرجال يريدون تسخير المرأة لخدمتهم فقط، والأسوأ من ذلك أنهم يرسمون أمام أعين بناتهم وزوجاتهم الحياة على أنها مجرد خطر على حياتهن ومستقبلهن. الفتاة في مجتمعنا، وعلى اختلاف الطبقات والعادات، يجب ألا تُتجاهل، وأن تُمنح الفرص في أي عمل قد يصنعُ منها اسما يصل بها إلى أبعد مدى، وإذا ظل مجتمعنا على هذا النحو من التجاهل وعدم الاهتمام بالفتاة فلا يسأل عن انحدار أخلاقها، وازدياد مشكلاتها ابتداء من «البويات»، وانتهاء بالطرق الخاطئة التي تسلكها بسبب وقت فراغها الطويل، يصبحنّ «فتيات بلا عنوان!».