استمر القتال صباح أمس في منطقة دماج بمحافظة صعدة الشمالية بين المتمردين الحوثيين الشيعة والسلفيين المتحصنين في مجمع تعليمي، ما أسفر منذ الأربعاء عن قتلى وجرحى بحسب مصادر مقربة من السلفيين. من جهتهم، أكد الحوثيون الذين معقلهم صعدة ويطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الله»، في بيان عبر موقعهم الإلكتروني «إن السلفيين الذين يقاتلونهم في دماج هم «جماعات تكفيرية وأجنبية» وبينهم الآلاف من المقاتلين الأجانب. والمجمع التعليمي في دماج يشكل جيباً للسلفيين السنة في منطقة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون الشيعة، وهو في صلب صراع مستمر منذ سنوات بين السلفيين والشيعة. واحتدم القتال الأربعاء بين الطرفين فيما أكدت مصادر قبلية أن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف نفذه الحوثيون على مسجد السلفيين في دماج. وأفاد مصدر مقرب من السلفيين أمس أن «حصيلة القتلى ارتفعت إلى ثلاثين بينهم الرجل الثاني في مركز دماج التعليمي الشيخ محمد حزام». وذكر المصدر أن الحوثيين يستخدمون الأسلحة الثقيلة في المعارك. ولم يكن بالإمكان تأكيد حصيلة القتلى من جانب محايد أو الحصول على حصيلة للقتلى في صفوف الحوثيين. وفي بيانهم حول أحداث دماج، ندد الحوثيون بما قالوا إنه «استمرار في تحشيد المقاتلين التكفيريين من عدة محافظات يمنية وكذا من خارج اليمن في انتهاك فاضح لسيادة البلد. وإرسالهم إلى دماج» ومناطق أخرى تعد معاقل للحوثيين في محافظات صعدة وعمران وحجة. واتهم البيان آل الأحمر، وهي الأسرة التي تتزعم تجمع قبائل حاشد النافذة ويقودها الشيخ صادق الأحمر وأخوه حميد الأحمر القيادي في التجمع اليمني للإصلاح «إخوان مسلمين»، بدعم السلفيين في دماج. وصعدة هي معقل التمرد الحوثي الشيعي الذي خاض ست حروب مع الحكومة اليمنية منذ 2004 ويشارك حالياً في العملية السياسية الانتقالية. واتهمت مصادر من دماج الحوثيين بمحاصرة المنطقة بشكل كامل وبمنع وصول المساعدات.