عندما يعيش الشباب في وطنه وهو ممنوع من دخول الحدائق وممنوع من دخول الأسواق والمجمّعات التجارية، وممنوع من الشاليهات والمنتجعات وممنوع من أن يستأجر في الفنادق أو يلعب في الملاهي لأن كل هذه الأماكن للعوائل فقط، فإننا بقصد أو دون قصد نحشر الشباب في خيارات ضيقة ونصنع فيهم التمرد وحب التقليعات والتصرفات الغريبة. وكأن لسان حال الشاب (أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليومِ كريهةٍ وسداد ثغر، كأني لم أكن فيهم وسيطاً – ولم تكن نسبتي في آل عمرو). منعناهم عن المرافق العامة التي تُشبع رغباتهم وتركناهم كالمشردين في الشوارع فظهرت ظاهرة التفحيط وظاهرة الدرباوية وظاهرة التسكع في الطرقات. ضاقت عليهم الخيارات فلجأوا إلى الاستراحات والغرف المغلقة بعيداً عن رقابة الأهل والمجتمع. يتعاطون الشيشة ويلعبون البلوت ويشاهدون الأفلام. حتى نوادي الجامعات لا تستقبلهم في المساء والنوادي الرياضية ترفض غير المحترف والاشتراك في المراكز الرياضية التجارية باهظ الثمن. منعناهم من جميع أماكن الترفيه ونزعنا عنهم بعض حقوقهم فلجأوا إلى النوادي الليلية في بعض دول الخليج المجاورة. لماذا ننظر للشباب في مجتمعنا كأنهم وحوش ضارية لا يصلحون لأماكن العوائل وكأنهم ليسوا أبناء لهذه العوائل وأبناء لهذا الوطن. لذا ينبغى أن نفتح جميع المرافق، الحدائق والمولات والمنتجعات للشباب ونصبر على تجاوزاتهم أفضل من أن نعزلهم في أماكن بعيدة عن الرقيب والحسيب، وينبغي أن نوفر لهم أماكن ترفيهية ونوفر نوادي رياضية ونوادي لتعليم الرسم والتصوير وتنمية المواهب الأخرى. ويجدر أن يكون للجامعات والمدارس أنشطة لا صفيّة لكي نستفيد من هذه المرافق في إجراء مسابقات وإيجاد فعاليات وإحياء احتفالات يُشارك فيها الشباب. إن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الأهم و الأنجع لأنهم رأس المال الذي نعوّل عليه في المستقبل.