يلجأ شباب في محافظة الطائف إلى التجمع على الأرصفة والتسامر متعللين ذلك بقلة الأماكن الترفيهية وغياب مبادرات رجال الأعمال لإقامة نشاطات تهتم بهم وتخدم الوطن. ويرى الشاب عبدالرحمن دغيليب أنه لا توجد أماكن مخصصة للشباب بالمحافظة سوى في منطقتي الهدا أو الشفا. ويقول: «ما يجعلنا نلجأ للأرصفة كونها أكثر هدوءا ونبتعد فيها عن المشكلات والشغب، فنحن نحتاج إلى أماكن مخصصة ومجهزة بقواعد السلامة كصالات البلياردو وصالات جلسات الشباب بالإضافة إلى الأندية وغيرها التي تفتقر لها محافظة الطائف، وهي أماكن لا تكون للترفيه فقط بل يمكن استغلالها من قبل الدعاة لإلقاء محاضرات دعوية وإقامة الأمسيات الانشادية والشعرية والثقافية والفنية، فضلا عن المسابقات والجوائز المحفزة، ولابد من الاهتمام بشباب محافظة الطائف لأنهم يعانون من فراغ كبير جدا». من جهته يقول الشاب بندر سعدون: «نطمح لأن تستغل طاقة الشباب بما يعود عليهم بالمنفعة»، مشيرا إلى أن الفراغ وقلة وسائل الترفيه يدفعانهم إلى ممارسة التفحيط والتخبط في الأماكن العائلية والمراكز التجارية «المولات» والحدائق العامة. ويضيف هذا الفراغ هو الذي يقود الشباب للتسكع في الأماكن التي تنفرد بالخصوصية العائلية، ومن هنا تتم مضايقة العوائل من قبل بعض الشباب. وأضاف: «يفترض أن توجد أماكن خاصة بنا في المحافظة لتلبي احتياجاتنا ومطالبنا، فنحن الشباب جوهرة المستقبل الزاهر بمشيئة الله، وينبغي للجهات المعنية والمسؤولة عنا أن تراعي متطلباتنا وتتماشى معنا كونها المسؤولة». وتابع: «الشباب يلجؤون في بعض الأحيان للشغب والتخريب في الأماكن العامة نتيجة ما يعانونه من كبت وإهمال لطاقاتهم ولا يقتصر الأمر على الأماكن الترفيهية فقط بل حتى التثقيفية». ويشير الشاب مشاري الثبيتي إلى أن الكثير من شباب محافظة الطائف يتسابقون للسفر إلى الخارج خلال الإجازات، لأنهم لا يجدون ما يشجعهم على البقاء من وسائل ترفيه تراعي متطلباتهم. ويقول: «لابد من الالتفات للشباب من قبل رجال الأعمال والمستثمرين والجهات المختصة». ومن جهته يقول الشاب عبدالمجيد العمري: «إن الشباب أصبحوا موضع شبهة فكلما رآهم رجال الأمن أمروهم بمغادرة المكان وربما يصل الأمر بعض الأحيان إلى توقيفهم دون ذكر أسباب مقنعة». ويضيف: «وإذا ذكر لنا سبب قالوا (أنتم تتجولون بعد منتصف الليل وهذا ممنوع) مع العلم بأننا في عطلة فأين يريدوننا أن نذهب؟». وتمنى من الجهات ذات العلاقة احتواء الشباب بإنشاء مرافق يمارسون فيها هواياتهم، قائلا: «نضطر أحيانا للجلوس على الأرصفة على الرغم من المخاطر التي نتعرض لها، فبعض المستهترين المفحطين يداهموننا دون قصد». وتابع: «الخدمات التي تقول بعض الجهات المعنية إنها توفرها لنا لا تجدي نفعا»، مشيرا إلى أن ملاعب الأحياء نادرة وأنهم يضطرون إلى المكوث في الأرصفة. وطالب العمري أمانة محافظة الطائف بتهيئة مرافق عامة يتمكن الشباب من استخدامها بشكل مجاني ومزودة بدورات مياه وجلسات الشبابية وملاعب الرياضية وبوفيهات قريبة وتجهيز أماكن يستطيعون فيها ممارسة هواياتهم بشكل آمن ومريح برعاية وإشراف الجهات الحكومية ذات العلاقة.