تقيّد الدولة الإيرانية حرية إقامة الشعائر الدينية في الأحواز بإغلاقها المساجد بحجة أن الخطب فيها تلقى باللغة العربية، وإذا كان نظام حكم البهلويين قد منع تجمّع العرب خارج المساجد وداخلها، فإن النظام الذي يسمّى بالجمهورية الإسلامية منع بناء المساجد في الأحواز وشيّد آلاف الحسينيات في المدن والقرى الأحوازية محولاّ إياها إلى مقرّات لقوى الأمن والحرس الثوري والباسيج الإيراني. وتستخدم الحسينيات إما لقمع وإرهاب المواطن الأحوازي أو كمراكز تعبوية إيديولوجية تروّج للفكر الصفوي الإيراني المنبوذ والمرفوض في الأحواز. ويمنع على الأحوازيين إقامة صلاة عيد الفطر في الحسينيات، ولا يقتصر الأمر هنا على المذهب السُّني أو الشيعي إنما يطبّق على جميع العرب دون استثناء، وكثيراً من رجال الدين الأحوازيين من أبناء الطائفتين صدرت بحقهم أحكام جائرة بالسجن لعدة سنوات بسبب إقامتهم صلاة العيد وإلقائهم الخطب باللغة العربية. وغالباً ما يأتي الاحتلال الإيراني بالفرس لتولي مهام إلقاء الخطب وتعبئة الجماهير في الحسينيات، ومن الأمثلة على ذلك الخطيب المدعو “باقر الفالي” الذي تعرض مؤخراً إلى الضرب والطرد بمدينة السوس الأحوازية بسبب نشر الأكاذيب والقصص الواهية وتعرضه بالسوء إلى الصحابة. وإذا كان الارتداد في الإسلام يعني الابتعاد عن الدين الإسلامي الحنيف والكفر به، فإن الارتداد عند الفرس يعني الخروج عن الصفوية الفارسية والكفر بها، وكم من أحوازي شُنق على الملأ العام بسبب تصدّيه لنشر الصفوية في الأحواز.