قرار رفض مجلس الشورى الأخير توصية رفع معاشات المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 3 آلاف ريال كان متوقعاً مسبقاً من طريقة تعامل المجلس مع حيثيات الموضوع منذ لحظة إثارته.. في كل الأحوال أحترم قرار مجلس الشورى، لكن أذكر هنا أن الذين سيتضررون من القرار غير المبرر، وهو من القرارات المحبطة التي تعود عليها المواطن بشكل عام من مجلسنا الموقر، هم فئة الغلابة من أصحاب الرواتب الدنيا، والدخل المقرود. يدرك الجميع أن إصدار القرارات المجحفة مسألة سهلة، لكن الأهم ليس سهلاً، هو إذا كنت لا تدرك تبعات القرار وتأثيره على المجتمع، إذا كان مجلس الشورى الذي يعول عليه الناس كثيرا برسم أحلامهم يصف توصية أحد أعضائه بشأن رفع معاشات المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 3 آلاف ريال ب«العاطفية». فما الحلول البديلة إذا التي فعلها لإنقاذ المتقاعدين، والمواطنين ضعيفي الدخل من جشع التجار والغلاء الفاحش الذي قضى على كل ما يملكون من أخضر ويابس وحول حياتهم وحياة أسرهم إلى جحيم لا يطاق. الظروف المعيشية في هذه الأيام يا سادة يا كرام مختلفة تماما عما كانت عليه قبل سنوات مضت، والقضية لم تعد متعلقة بقبول المجلس مناقشة توصية رفع معاشات المتقاعدين أو رفضها، القضية صارت أكبر مما يتصوره مجلس الشورى المحبط للمواطن في كثير من قراراته، فهي تتعلق بأن يستفيد المواطن من المواقع التي تتخذ فيها القرارات بشأنه، وبناء على ذلك يتحدد كثير من مستقبله، وشؤون حياته، فهل يفعلها مجلسنا الموقر ويتحرك لمحاسبة الوزارات والهيئات والجهات المقصرة في واجباتها تجاهه والمسؤولة وبشكل مباشر عن تعاسته وضغوطه النفسية، أرجو ذلك.. والله من وراء القصد.