أكد مختصون نفسيون حدوث تغير إيجابي في نظرة المواطن السعودي للعيادات النفسية، مستشهدين بارتفاع عدد مرتادي العيادات النفسية، حيث أن 60% من المراجعين في العيادات النفسية شباب. وأوضح اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية الدكتور عبدالواحد الخطيب أن نسبة المترددين على العيادات النفسية بدأت في الارتفاع بشكل لافت في السنوات الأخيرة تبعاً لعدة دراسات، حيث بات تقبل الحديث عن المشكلات النفسية أمراً أقل تعقيداً من السابق، إلا أنه لم يتم التوصل إلى المستوى المطلوب في فهمها وكيفية التعامل معها، مبيناً أن تقبل زيارة الطبيب النفسي يعتمد على المستوى الثقافي للمجتمع والأسرة، فكلما زاد الانفتاح الفكري والوعي للمجتمعات، زاد تقبلها مراجعة الأطباء النفسيين عند الحاجة، والعكس صحيح، وأشار إلى أن المرض النفسي يشبه قضية إدمان المخدرات من حيث الضرر، فإذا لم يتابع الشخص حالته سيقوده ذلك إلى مشكلات مَرضية نفسية واجتماعية لا تُحمد عقباها، وبيَّن أن أغلب المشكلات النفسية المنتشرة هي القلق والاكتئاب والوسواس، ونوبات الذعر والخوف والرهاب الاجتماعي، ويُعَد القلق والرهاب الاجتماعي من أبرز الأمراض التي يشتكي منها مراجعو العيادات النفسية، وأضاف أن السبب الرئيس للأمراض النفسية يعود إلى جوانب وراثية يقدر على علاجها الأطباء النفسيون، الذين يحددون نوع المرض والأدوية المناسبة، أما الجانب الثاني فيعود إلى عوامل اجتماعية أو مكتسبة. فيما كشفت المرشدة والباحثة النفسية منى رضا عن دراسات اجتماعية نفسية أوضحت أن 60% من الناس يؤيدون مراجعة الطبيب النفسي بشكل دوري، و40% يرفضون ذلك، لأنهم يعانون ثقافة العيب. وأكدت رضا على أن الجسد والنفس كلاهما معرَّض للإجهاد والمرض، ولكل منهما حق العلاج والمتابعة من قِبل الأطباء المختصين، والمرض النفسي مثله مثل الأمراض العضوية الأخرى له أساس عضوي، فالتجارب العلمية أثبتت أن سبب الأمراض النفسية هو اختلال في مستوى النواقل العصبية في الدماغ، وهذا ما يجعل علاج بعض الاضطرابات النفسية علاجاً دوائياً. وأكدت أن الوعي بأهمية العيادة النفسية والتخلي عن ثقافة العيب حيال المرض النفسي بدأ يتحسن كثيراً، ولكن الاستخفاف بالمرض النفسي لايزال قائماً، فنحن نقع بين خطأين كلاهما خطر؛ الأول الاستخفاف بالمرض النفسي وإهمال المتابعة والانتظام في الأدوية، والثاني ربط المرض النفسي بالجنون، والأشد سوءاً اعتقادنا بأن الأدوية النفسية لا فائدة منها وهي التي تسبب الجنون.