الشيخ علي الموسى زار حائل على طريقة الوفود الرسمية (لمدة خمس ساعات) وتعامل معها بكرم يفوق حاتميتها، وكتب في عموده بجريدة الوطن بدهشة جعلته يشبهها بمدينة (بولدر) الأمريكية، كنت أقرأ في اليومين الماضيين وقع معلقة الموسى في نفسية الإنسان الحائلي الكريم الحليم، فقسّم بمقاله المجتمع الحائلي إلى قسمين، قسم يرى أن المقال تدليسٌ وخداع للمسؤول، فالخمس ساعات (وبالمنطق) الذي يُحبه الموسى لا تشفع له بأن يقول: (وفي كل الشوارع والأحياء الحائلية)، فالمواطن الذي يعرف جيداً تهالك البنية التحتية ويعايشها يومياً لن يتقبّل رؤية من يبني فكرته على (المسح الضوئي) للمدينة، القسم الثاني من أُناس هذه المدينة الذين استطاعوا أن (يتمالكوا) ما تبقّى من (صدورهم الشمالية) واعتبروا أن المقال ساخر وأن ما جاء به من مديح لم يقله المتنبي في سيف الدولة هو في الحقيقة تهكم على بؤس البنية التحتية، كثيرون اختاروا تصنيف المقال من باب الذم بما يُشبه المُدح، كون هذه هي الحقيقة أولاً، وثانياً من باب احترام الضيف. ومع ذلك أنا مع دعوة الموسى لزيارة كل أُمناء المناطق، ليروا (بولدرنا) المدهشة، لكن وكي أبرئ ذمتي مما قاله الموسى ووصفها بأنها (مدينة بلا حفر، ومدينة بلا عقبات المشاريع)، فرغم ترحيبنا بالضيوف إلا أنه أيضاً من حُسن الضيافة أن نقول لهم أن يتوقعوا كثيرا من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان، وسيجدون من الحُفر ما يجعلهم يشعرون أنهم في وطنهم وليس في بولدر، وبإمكانهم قبل الوصول أن يسألوا السيد (يوتيوب) عما فعلته الأمطار في العام الماضي، أما الوصف الشاعري الذي يقول (مدينة بلا عقبات المشاريع) فحائل سيدة التعثّر بلا منازع (لا أدري من أين حصل الموسى على هذه المعلومة)، الحقيقة أن المواطن الحائلي تعايش مع التعثر، فسوء سفلتة الشوارع (التي لم يرها الموسى خلال ساعاته الخمس) لا تعتبر تعثراً إذا ما قُورنت بتعثر المدينة الاقتصادية أو المطار الدولي أو المستشفى التخصصي أو أرض الحرس، أوحتى (هيئة التطوير)! أنا لا أشك أن الموسى فعلاً زار حائل ، لكن راودتني شكوك قوية أن هناك حائل أُخرى خبأها أهلنا الكبار وجعلوها خاصة للضيوف، وأخشى أنه في حال زيارة الأمناء يتم قصر زيارتهم على المدينة (المخفيّة) ، بالطبع أنا لا أحسد الضيوف على إقامة جميلة، لكنني أريد أن أراها فقط كي أكون «أميناً» أيضاً!.