قال وزير الخارجية الأردني أمس أمام المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في تصريحات صحافية «أن الأردن طالما دعا إلى الحل السياسي الذي يضمن عودة الأمن والأمان إلى سوريا وشعبها العريق وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل، وأنه لا حلَّ إلا الحل السياسي لهذه الأزمة». ورأى مراقبون أن الأردن عدَّل من تصريحاته بشأن الملف السوري، في محاولة للاستدارك بعد تغيُّر موازين القوى في المنطقة، حيث بدا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة يتحدث عن الحل السياسي، على الرغم من المواقف التي سبق وتبناها بخصوص استخدام القوة ضد النظام السوري. وقال المحلل السياسي الدكتور عامر سبايلة ل «الشرق» إن وزير الخارجية الأردني يحاول إعادة إنتاج نفسه أردنياً وإقليمياً ودولياً بالتحول من موقفه المعادي والداعي لضرب سوريا، للحديث عن ضرورة الدخول إلى الحل السياسي. وقالت مصادر سياسية عربية قريبة من النظام السوري ل «الشرق» إن دوائر صنع القرار السوري لا ترغب في أي حوار مع الأردن في ظل وجود وزير الخارجية جودة على رأس الديبلوماسية الأردنية. ويعلق المحلل السياسي السبايلة على ذلك بقوله «توجد تناقضات في تصريحات جودة، التي كانت تتماهى مع الموقف الداعي لضرب سوريا، والآن حدث تحوُّل إقليمي وهو يريد التحول بهذا الاتجاه. وعقب لقاء جودة بالإبراهيمي أكد المبعوث الأممي المشترك «أنه أجرى مباحثات مهمة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية وخطورتها التي تهدد ليس سوريا ومستقبلها فقط وإنما تهدد المنطقة، بل إنها في الوقت الحاضر أخطر أزمة تهدد السلم والاستقرار». وأضاف «إن هذه الجولة التي يقوم بها تأتي بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة وأيضاً وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية، الذين أدركوا كما تدرك دول المنطقة، وفي مقدمتها الأردن خطورة هذا الوضع»، مشيراً إلى أنه يوجد الآن شبه إجماع على أنه ليس لهذه الأزمة حل عسكري، بل لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي. وقال«إننا نسعى في اتجاه الحل السياسي، ونتطلع إلى تعاون أوثق وأكبر مع دول المنطقة، وفي مقدمتها الأردن، مشيراً إلى أنه يريد الاستماع لنصيحة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته بهذا الخصوص».