كشف مسؤول تنظيمي في مهرجان الصحراء الدولي المنعقد في حائل عن تقديم أكشاك مجانية للأسر المنتجة الفقيرة شريطة تقديم ما يثبت. ويعمل في السوق نحو ثمانين حرفية وبائعة من منطقة حائل وخارجها، فيما شهد السوق إقبالاً لافتاً للزوار على فعالية السوق الشعبي ضمن مهرجان الصحراء للتبضع، الذي أسهم في رفع مداخيل الأسر المنتجة والفقيرة، وزيادة حركة البيع والشراء بالرغم من برودة الطقس. وأكد ل»الشرق» المشرف على السوق الشعبي أحمد النامي أن السوق الشعبي وفر جميع الخدمات للسيدات البائعات بمبلغ عيني بسيط لا يتجاوز خمسمائة ريال خلال مدة المهرجان، كما وفرت العديد من الخدمات المساندة، منها تجهيز الأكشاك وإيصال الكهرباء وجلب الماء. وأوضح النامي أن السيدات العاملات في السوق يتم إعفاؤهن من دفع الرسوم في حال التأكد من أنهن من أسر فقيرة ومحتاجة، كما توفر لهن جميع الخدمات المساندة، مشيراً إلى أن عدد محلات البائعات في السوق الشعبي بلغ نحو ثمانين محلاً. وذكرت البائعة المسنة فهيدة عتيق الشمري، التي أحبت أن نطلق عليها (أم ربيع)، وهي تجلس أمام موقد للتدفئة، أنها تحضر يومياً من جبة، التي تبعد عن مدينة حائل نحو مائة كيلومتر، بينما أهدت جميع بضاعتها للضيوف والزوار ولم يتبق منها شيء تبيعه، لافتة إلى أن أبرز أعمالها خرج قديم أهدته إلى نائب أمير منطقة حائل. كما قدمت البائعة في السوق الشعبي (أم وليد سلمى) التي تعرض مجموعة متنوعة من الأكلات الشعبية، مثل المرقوق والهريس والجريش والقرصان و(كبيبا) حائل، بتقديم كمية كبيرة من منتجاتها للمسنين مجاناً، بعد أن توقفت سيارة مركز الندى للرعاية الاجتماعية لدار المسنين أمام محلها. وتقدم عدد من الحرفيات بحائل باقات مختلفة من المأكولات الشعبية التي تعرف بها المنطقة والبهارات والأعشاب التي تشتهر نساء المنطقة بصناعتها، فقد شهد السوق الشعبي إقبالاً على بهارات حائل الشعبية من كمون وكركم وخلطات خاصة بها، بالإضافة لما تشتهر به المنطقة عندما تقدم الفلفل الأحمر(الحبحر) على مائدة الطعام، مما يضيف نكهة خاصة تفتح الشهية على السفرة السعودية والعربية. وتحدثت العديد من النساء المشاركات في السوق الشعبي عن إقبال الزوار على البهارات وشرائها بشكل كبير، في ظل اختلاف اللهجات وتنوعها بشكل كبير، مما يجعل بهارات حائل تنافس على المراكز الأولى بين البهارات العالمية، خاصة عندما تجد نفس المكونات تستخدم بشكل مستمر في المطابخ والمطاعم الكبرى بالمملكة. وأشاد العديد من الزوّار الذين قدموا إلى مهرجان الصحراء، خاصة خلال السنتين الأخيرتين، عندما تحدث فهد الحربي أحد زوار المهرجان من الرس قائلاً «جئنا من أجل شهرة المنطقة التراثية والسياحية وشوقنا المستمر في تذوق المأكولات الشعبية، مضيفاً أن هناك توصيات كثيرة من أجل أن نحضر لهم من بهارات حائل وبكميات كبيرة»، وقال فوزي البشر من الدمام «إن بهارات حائل ذات نكهة خاصة ورائحة زكية»، وقالت أم خالد الشمري إحدى الزائرات من الدمام وإحدى بنات حائل «جئت من الدمام لزيارة أهلي، لكن سأعود للدمام وأنا محملة ببهارات حائل معي، فأنا أغيب عن حائل لفترة زمنية طويلة ولكن نكهة أكلها تبقى معي خلال هذه الفترة لتؤنس شوقي لمنطقتي». ويتوقف الزوار كثيراً عند الطفلة أصايل فرج الشمري، عمرها أربع سنوات، ترتدي الزي الحائلي الشعبي، وترحيبها بالزوار والضيوف بكلمات حائلية جميلة، وهي ناقصة الحروف كقولها ( هلا وملحبا يا بدحيي) أي (هلا ومرحبا يا بعد حيي) مما جعل الكثير من الزوار يلتقطون معها صوراً تذكارية. حرفية تعمل داخل السوق الشعبي (أم عايد) تتفحص معروضاتها (أم الربيع) مع أحمد النامي في متجرها ويبدو خاليا بعد إهداء بضاعتها (الشرق)