حذَّر مختصون من الأخطاء التربوية التي قد يقع فيها الوالدان مع أبنائهما المراهقين، وأكدوا أن للوالدين أثراً كبيراً في الصحة النفسية للمراهقين، مشيرين إلى أن المراهقة فترة حساسة، والأحداث التي يمر بها المراهق تؤثر في حياته وتحدد شخصيته وتوازنه النفسي. وحذرت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح من عدة أخطاء قد يقع فيها الوالدان، منها التربية على الأنانية والسيطرة، فالأم تسهم بشكل كبير في رسم التوجهات الخاطئة في ذهن الطفل والمراهق عندما تحدد مهنته حسب ما تريد هي مثلاً، وتأتي بعد الأم المدرسة، وهي أيضاً تخطئ عندما تنمي الفردية، وتشعر كل فرد بأنه يستطيع أن يعيش وحده، حيث ينشأ عن ذلك عدم ثقة الأفراد في بعضهم. كذلك فإن ضعف متابعة الأبوين يقود إلى ضعف أثرهما التربوي، ومن ثم وقوع المراهقين بين أيدي العابثين، أو دعاة السوء، وبينت أن المتابعة لا تعني سيطرة مستمرة للأبوين، وإنما هي متابعة ودودة، مباشرة أو غير مباشرة. ومن الأخطاء التي يقع فيها الأبوان التأرجح بين الشدة واللين؛ فقد يُعطى المراهقون حرية لا حدود لها، أو يعامَلون بقسوة وشدة لا رحمة فيها، ولابد من الاعتدال؛ فلا يفرط الوالدان في التسامح والتساهل، ولا يفرطان في السيطرة واستخدام العقوبات كي لا يؤدي ذلك إلى نفور الأبناء من المنزل؛ فلتُعطَ الحرية ضمن الضوابط المستمدة من تعاليم الإسلام. وأضافت صالح أنه من الخطأ التستر على أخطاء الأبناء ظناً أنها وسيلة مجدية في التعامل معهم، بل إن هذا خطأ شنيع؛ لأن الأبناء لا يحبون الأب الضعيف ولا يقدرون الأم التي لا تعينهم على كبح نزواتهم، فالثقة المتبادلة والحوار الدائم بين المراهقين والأسرة هما الطريق الوحيد لاستعادة العلاقات الأسرية الدافئة. فيما أشار اختصاصي الأمراض النفسية مجدي عبدالرحمن إلى أن الشدة في التربية لا تأتي غالباً بنتيجة إيجابية؛ لأنها ستربي أجيالاً مذعورة مهزوزة، متناقضة في تصرفاتها، على العكس من الأبناء الذين يعيشون في جو مشبع بالتفاهم والتشاور، فهم أقرب الناس إلى الشعور بالثقة بالنفس والاستقلال، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة تساعدهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين. وأشار الدكتور مجدي إلى أن من أهم الأمور التي تؤثر في المراهقين التفكك الأسري، الذي تنتج عنه مشكلات تقود المراهق إلى أمراض نفسية على رأسها الاكتئاب، والسبب هو فقدان الحنان الأبوي، وإهمال المراهق في مرحلة التكوين النفسي، ما يسبب له الإحباط الشديد والقلق والتوتر النفسي، وأفضل وسيلة لتجنب الإصابة بالأمراض النفسية هي التعاطف مع المراهق طوال فترة تربيته، وعدم إساءة معاملته، أو ضربه بعنف، مما يجعله فريسة سهلة للمرض.