الدمام – سعيد عيسى رالي حائل ليس تخصصي.. ومشاركتي فيه واجب تجاه وطني أبدى بطل الراليات السعودي يزيد الرجحي اعتزازه وفخره بما حققه من إنجازات خلال مشاركاته المتعددة، مؤكداً أن زملاءه السعوديين يعانون من قلة الدعم الذي سيحرمهم من تحقيق الإنجازات في منافساتهم، واصفاً عدداً من أبطال الراليات السعوديين الذين ظهروا في سنوات ماضية بأنهم «بدعم شركات»، مستدلاً على ذلك باختفائهم عن الساحة بعد عزوف الشركات الكبرى عن دعمهم ورعايتهم. وقال الراجحي في حواره مع «الشرق»: «حققت إنجازات يصعب على غيري تحقيقها، والأدلة بالأرقام لأن رياضة السيارات مكلفة وتحتاج إلى صرف كبير وصبر أكبر وتدريب لسنوات، وهو ما أفعله، مؤكداً أنه يمارس هذه الرياضة كهواية منذ ست سنوات، ولا يفكر في احترافها أو التفرغ لها، معتبراً في الوقت نفسه أن الحديث عن اعتزاله سابق لأوانه، ولا يشغل باله حالياً سوى تطوير قدراته ومواصلة مسيرة نجاحاته الإقليمية والدولية. * حدِّثنا عن الإنجاز الأخير الذي حققته في بطولة العالم. - الحمد لله حققت المركز الثالث في بطولة عالمية تصنف ضمن فئة الإنتاج التجاري، التي تعتبر ثاني أهم فئة في رياضة الراليات، وسعادتي كبيرة بهذا الإنجاز كوني لم أشارك إلا في ثلاث جولات فقط. * هل ترى أن تحقيقك هذا المركز مناسب لك؟ - طبعاً مناسب بحكم أنني تصدرت الرالي السابق الذي أقيم في السويد، وحصلت على المركز الرابع في رالي فنلندا، وكنت في الصدارة في الجولة الأخيرة، على الرغم من تعرض سياراتي إلى عطل فني خلال الجولة الأخيرة، إلا أنني تمكنت من الحصول على المركز الثالث، وبإذن الله سيكون القادم أفضل. * الملاحظ خلال مشوارك في سباق الراليات كثرة الأعطال في السيارة.. فهل يعود ذلك إلى عدم التحضير الجيد؟ - طبيعي أن يواجه السائق هذه المعوقات والمشكلات التي تواجه جميع السائقين، ورياضة السيارات لا تعتمد على أمر واضح خاصة أنك تسير في طرق وعرة، كما أنها رياضة ميكانيكية وهنا تكمن الصعوبة، ومثال بسيط حينما تشاهد الذين يمارسون هواية التعطيس فإنهم يواجهون مشكلات كبيرة لأنك تجدهم يسيرون على آخر حد من الخطورة والصعوبة، فدائماً الأعطال الميكانيكية موجودة في رياضة المحركات، وهو ما يصعب على غير المختصين فهمه. * وماذا عن الإصابات؟ - الحمد لله منذ بدايتي لم أتعرض إلا لإصابة واحدة فقط، ولو نظرت إلى الحادث الذي تعرضت له مؤخراً لوجدته بسيطاً، وحدث لأن نزول السيارة كان أعلى قليلاً من الدرجة المطلوبة. * كيف تنظر إلى مشاركاتك في بطولة العالم؟ - أرى أنها مشاركة جيدة، ومن خلالها حققت عدداً من الإنجازات الكبيرة، وأتطلع لمواصلة المسيرة بنفس التميز في المشاركات المقبلة، وأتمنى مزيداً من الاهتمام الإعلامي برياضة المحركات لأن كثيراً من الناس لا يعرفون أنها رياضة تحتاج إلى خبرة وتدريب مثلها مثل كرة القدم. * ما الهدف الذي يتطلع إليه يزيد الراجحي في مشاركاته المقبلة؟ - أهدافي لا تُعد ولا تُحصى، ويهمني في المقام الأول تحقيق إنجازات تليق باسم المملكة في بطولات العالم، إضافة إلى إرضاء نفسي كوني أمارس هذه الرياضة من باب أنها هواية وليست مهنة. * إذن متى ستحترف رياضة الراليات؟ - ليس لدي أي نية لاحتراف هذه الرياضة لأنها تحتاج إلى تفرغ كامل، وعموماً أنا سعيد بوضعي وأعتبر نفسي أمارس رياضة الراليات على أكمل وجه على الرغم من أنني أمنحها 30% من وقتي. * وهل تعتقد أن هذه النسبة كافية لأن تصنع منك نجماً؟ - انظر إلى ما حققته من إنجازات، واحكم بنفسك. * كيف تنظر إلى رياضة الراليات في المملكة؟ رياضة جديدة على الرغم من أن الناس لم تتقبلها إلى الآن، لأنه ليس هناك وعي بوسائل السلامة، وإذا اقتنعوا بأن هذه الرياضة ستكون مفيدة لهم ولأبنائهم فلن يترددوا في ممارستها. * ومن يتحمل القصور في توعية وتثقيف الناس بهذه الرياضة؟ - المسؤولية مشتركة ولا تتحملها جهة دون أخرى، فالمجتمع له دوره ويتمثل في تقبل فكرة ممارسة رياضة الراليات، وكذلك الاتحاد السعودي للسيارات، وأيضاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومن ثم الإعلام، وكل هذه الجهات لابد أن تتكاتف وتعمل معاً من أجل نشر هذه الرياضة وتشجيع الشباب على ممارستها. * وأين الحلول من وجهة نظرك؟ - كان لدي اقتراح مناسب وسبق أن طرحته في عدة مناسبات رياضية في المملكة، ويتخلص في أن يذهب 50% من مبالغ رعاية الشركات للأندية إلى الألعاب الأخرى، ومن ضمنها رياضة السيارات، لأنه من غير المعقول أن تُصرف كل هذه المبالغ في كرة القدم فقط، وتهمل بقية الألعاب، وكأن الأندية تأسست من أجل كرة القدم، ولك أن تتخيل أن الهلال أو النصر أو الاتحاد استغلوا جماهيريتهم الكبيرة من خلال إقامة المحاضرات التثقيفية عن كافة الرياضات، ماذا سيحدث؟ بكل تأكيد ستكون المكاسب كبيرة، وما أتمناه أن يكون تسهيل عملية الحصول على تراخيص إنشاء حلبات السباق بما يُسهم في جذب المستثمرين إلى رياضة السيارات. * ألا تعتقد أن الإصابات والأعطال الفنية في السيارات هي ما حال دون إقبال الشركات على رعاية سباقات الرالي؟ - إذا تحدثت عني كمثال فإنني والحمد لله مشارك في كافة البطولات منذ ست سنوات، ولم أتعرض سوى لإصابة واحدة، وهذا لا يعني أن الإصابات ليس لها دور في عزوف الشركات عن رعاية الراليات، وكما هو معروف أن إصابة السائقين غالباً ما تكون في الفقرات كون السائق يكون مقيداً في المقعد وعند نزول السيارة في منعطف يمتص السائق قوة الضربة، وهذه هي المشكلة الوحيدة، وبالتاكيد إذا وعى الراعي هذه المشكلة فلن تكون أمامه أي معوقات أخرى تحول دون رعايته السباقات، وما أود توضيحه أن لدي قناعة بأن جماهير رياضة السيارات تعادل جماهير كرة القدم، وإذا تحدثت عن ممارستهم رياضة السيارات بطريقة غير نظامية تجدهم يتجمهرون بشكل كبير بهذه الرياضة وفي أجواء حماسية تفوق حماسهم أثناء تشجيع مباريات كرة القدم. * وماذا عن دور الاتحاد السعودي للسيارات؟ - سبق أن اقترحت عليهم إنشاء فريق تحت مسمى «أبطال المملكة»، يتكون من ثلاثة سائقين فقط لا تتجاوز أعمارهم سن العشرين، بحيث يتكفل الاتحاد ب75% من مصاريفهم ودعمهم وأتكفل بالجزء المتبقي، لكن بشرط أن أقوم أنا باختيار السائقين وفق معايير محددة، والاتحاد رد بأن إمكاناته لا تسمح بذلك، وكان هدفي من ذلك مواصلة مسيرة الإنجازات لأنه لو توقفت عن ممارسة الراليات فلن يكون هناك سائق آخر يصل إلى ما وصلت إليه، وذلك لسببين، الأول ليس هناك من يملك قدرة مالية للمشاركة في سباقات تحتاج إلى صرف كبير، والثاني الموهبة، ولو نظرت إلى جميع السائقين الذين ظهروا في فترات سابقة ستجدهم مدعومين من شركات، وأي بطل ظهر في الساحة كانت وراءه شركة تدعمه. * تقصد أن رياضة السيارات لن تُنجب غير يزيد الراجحي؟ لا، أنجبت أسماء عديدة، ولكن جميعهم دعمتهم شركات، ولا أعتقد أن أنها ستنجب مستقبلاً بطلاً إلا بالحظ، بدليل أنه بعد توقف الشركات عن الدعم لم يظهر أحد، وربما تجد اسماً جديداً بعد كل خمس سنوات، وهذا مرتبط إلى حد كبير بمن يدفع من جيبه الخاص. * أفهم من حديثك أن علاقتك باتحاد السيارات ليست على ما يرام؟ لا بالعكس، علاقتنا ممتازة، ولكني لا أستطيع أن أحمِّل الاتحاد فوق طاقته، ولا أعرف شيئاً عن ميزانيته، وفي النهاية لا أفرض عليهم شيئاً، ومهمتي فقط تقديم الأفكار والمقترحات والقرار النهائي لهم. * كانت لديكم عدة مشاريع تهتم برياضة الراليات.. حدِّثنا عنها؟ - نُظمت عديد من الفعاليات كان آخرها مسابقة «أنت الأسرع» في الرياضوجدةوالدمام، والهدف منها التوعية بسباقات الراليات، حيث أقمنا تصفيات، والفائز بالمركز الأول نتيح له فرصة حضور رالي إسبانيا، والثاني يحضر رالي في الشرق الأوسط، وكذلك لدينا خطوة أخرى وهي رعاية السائقين كما فعلنا في رالي حائل السابق، وفي النسخة المقبلة من هذا الرالي ستكون هناك مفاجأة سعيدة للجميع سنعلن عنها مستقبلاً. * ما الهدف من مشاركاتك المستمرة في الراليات؟ - هدفي في المقام الأول هو التوعية برياضة السيارات، خصوصاً في مشاركاتي المحلية، وربما لا يعرف الجميع أن رالي حائل الذي شاركت فيه ليس من اختصاصي، وعندما لم أشارك في العام الأول هناك من قال إنني لا أود المشاركة داخل المملكة، ورددت عليهم بأن هذا الرالي يختلف تماماً عن طبيعة الراليات التي أشارك فيها، وفي النسخة الأخيرة شاركت فيه رغم أنه يصنف ضمن الراليات الصحراوية، وذلك لواجبي تجاه وطني، وفي الأعوام المقبلة سأشارك فيه حتى أتعلم مزيداً وأكتسب مزيداً من الخبرات في هذه الفئة من السباقات. * ألا توافقني أن التوعية مهمة الاتحاد السعودي للسيارات وليس السائقين؟ دائماً أنا أقول من ينتظر غيره سيبقى واقفاً في مكانه، ومن يريد النجاح يجب أن يعمل ولا ينظر إلى أحد، وشخصياً علي أن أعمل على ذلك، وتخيل أن والدتي كانت ترفض الرالي بشكل قاطع، وبذلت معها جهداً كبيراً، حيث أحضرت السيارة إلى المنزل لكي تقتنع، وبعد أن شرحت لها كافة التفاصيل تغيرت نظرتها وأصبحت تحضر لي بعض المناسبات، وأتمنى أن تدعم الدولة ثلاثة سائقين على الأقل حتى تتحقق الإنجازات كما يحصل في عديد من الدول المجاورة التي يصل دعمها السنوي إلى ما يقارب 500 مليون ريال. * المرحلة المقبلة كيف تراها؟ - دائماً ما يقول لي الناس حققت إنجازات كبيرة فمتى ستعتزل؟ وأقول لهم: لم أبدأ بعدُ، ومازلت في مرحلة التدريب والتطوير، والمشكلة التي تواجهني أن بعضهم لا يفهم انسحابي من المشاركة في أي رالي، وما أود توضيحه أن سباقات الراليات دائماً ما ترافقها انسحابات لظروف متفاوتة، ومن المستحيل أن يقام رالي دون أن تكون هناك انسحابات.