يتجه المستثمرون في نجران إلى إنشاء أسواق توفر الخصوصية للنساء، باعتبارهن قوة شرائية كبيرة لا يستهان بها. وتجد النساء الراحة النفسية داخل أروقة هذه الأسواق، التي لا تتوافر في الأسواق العامة، إذ يتعاملن مع بائعات في هذه الأسواق، التي توفر لهن أندية ترفيهية، وألعاباً للأطفال، إلا أن بعض المتسوقات يرين أن هذه الأسواق تفتقر إلى كثير من المميزات، فهي تتميز بصغر حجم المحلات، وارتفاع أسعارها مقارنة بالأسواق العامة، إضافةً إلى إغلاق بعضها بصفة دائمة. وقالت هدى علي، «مستثمرة في أحد الأسواق النسائية»، إن المحلات، والمجمعات النسائية تلبي كثيرا من احتياجات المرأة، إذ إنها تتسم بالخصوصية، لأنها تعطي نوعا من الحرية في شراء الملابس النسائية الخاصة، والعطور، والهدايا. وأشارت إلى أن هذه الأسواق تحتوي على مستلزمات المرأة، والطفل، تحت سقف واحد، ولكن الإقبال على هذه الأسواق بدأ يتضاءل يوما بعد يوم، وإن كان يزدهر نهاية الأسبوع، والأعياد، وفي فترات محددة، مبينة أن أصحاب المحال النسائية يُعانون من ارتفاع الإيجارات، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار المستلزمات النسائية، وبالتالي عزوف الزبائن عن ارتياد المجمعات النسائية، مقارنةً بالأسواق العامة. وأوضح المشرف على العلاقات والإعلام في أمانة منطقة نجران مشبب بن حنظل، أن الأمانة قامت باستحداث فرع نسائي في قسم الرقابة الشاملة، يتكوّن مِن أربع مُفتشات للقيام بجولات ميدانية على المحلات، والمجمعات النسائية، للتأكد مِن الأصناف، والمستلزمات النسائية المعروضة في المحلات، وجودة استعمالها وصلاحيتها، موضحاً أن طوارئ الأمانة تستقبل شكاوى ارتفاع الأسعار وغيرها على مدار 24 ساعة، ويتم التعامل مباشرة مع كل شكوى. وأوضحت عضو القسم النسائي في الغرفة التجارية بنجران قينة آل هتيلة، أن «الغرفة التجارية قامت بتدريب أكثر من 39 فتاة، تحت إشراف نسائي مباشر، ويتم اختيار اللواتي يجتزن الدورة وفق معايير معينة، وكذلك تمويل مشروعهن. وقالت إن المنتدى الاستثماري الذي أقيم في المنطقة أخيراً أتى بثمارهِ مِن خلال إنشاء مشروع مصنع النسيج والخياطة، الذي يُعتبر أول مشروع نسائي في المملكة، إضافة إلى مشاريع لتوفير مستلزمات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومطعم نسائي، وحضانة أطفال، وسيتم افتتاحها قريباً بدعم من أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز. وأضافت أن «المرأة النجرانية لديها طموح بأن تمضي قُدماً في مجال التجارة، وأن تواكب التطور وفق عادات وتقاليد المجتمع لوجود الكوادر النسائية المتخصصة والمؤهلة لسوق العمل، التي تحتاج إلى الصقل والتدريب». وأكّد مدير فرع المئوية في منطقة نجران المهندس مانع هشلان، أن الفرع يقوم برعاية المشاريع الصغيرة، وضمان استمراريتها على مدى عامين، لأنها تعتبر فترة زمنية مهمة في خارطة الاستثمار التجاري، حيثُ يقوم برنامج «رعاية المشاريع» بإطلاق دورات تثقيفية، وإيجاد مُدربات ومرشدات لمدة أسبوعين، يتم فيهما تدريب المستثمرات على كيفية إدارة التسويق، والزبائن، والحسابات المالية. وأضاف هشلان، أن «هناك اتفاقية مع (الموارد البشرية) بصرف مبلغ 3000 ريال للموظفة شهرياً، خلال عامين، للتأكد مِن نجاح المشروع، وتطبيق برامجه في المجمعات، والمحلات النسائية في المنطقة، وتعزيز ثقافة كسب الزبون دون رفع الأسعار، حيث تقوم المرشدة بزيارة 3 مشاريع، ومتابعتها شهرياً، والتأكد مِن سيرها الإيجابي، مما ينعكس إيجاباً على ثقافة العمل الحُر، الذي يُهيئ البيئة المناسبة للعنصر النسائي».