تاهت الحاجة المصرية «سلمى» التي تبلغ من العمر 58 عاماً خلال مسيرها في مخيمات منى عن مكان حملتها، وقد أعياها التعب قبل إرشاد «الشرق» لها، لكنها أبت إلا أن تسرد لنا قصتها. تقول سلمى «عملت فترة طويلة مشرفة للتغذية بقطاع التعليم في مصر ولديَّ من الأبناء 5 من الذكور و3 من الإناث جميعهم متزوجون ومنشغلون في حياتهم سواء داخل مصر أو خارجها، وقد أهلكتني الوحدة بعد وفاة زوجي وتقاعدي عن العمل، فقمت بشراء عمارة صغيرة مكونة من عدة شقق لتأجيرها بعد أن جمعت طوال فترة عملي في التعليم مالاً لهذا اليوم وهو الحج إلى المشاعر المقدسة، ولكنني طوال العشر السنوات الماضية أقوم بتأجيل الحج رغبة في أن ينتهي أحد أبنائي من عمله ويذهب معي للحج، ولكن ذلك لم يتحقق حتى هذا العام، لذلك قررت التوجه للمشاعر المقدسة بعد استفتاء أحد المشايخ الذي أجاز لي السفر لعدم توفر «المحرم» فقمت ببيع جميع الشقق في عمارتي بأسعار متدنية لسوء الأحوال الأمنية في مصر والإبقاء على شقتين واحدة لأسكن فيها والأخرى لتعود عليَّ بمقابل مالي يكفيني لنهاية العمر، وقد ساعدني بعض الأقارب في الإجراءات وقمت باختيار الرفقة الصالحة من الصديقات وتبرعت لهن بالحج لهذا العام لعلمي التام بعدم قدرتهن على دفع تكاليف حملات الحج الباهظة الثمن خصوصاً بعد تقليص أعداد حجاج الخارج، الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار الحملات المصرية المتوجهة للسعودية، وأسأل الله أن يهدي أبنائي ويلمَّ شملنا من جديد».