يلجأ كثير من أصحاب العقارات والمساكن خلال موسم الحج إلى إخراج مستأجري الشقق منها مؤقتا ليتم تأجيرها لحجاج بيت الله الحرام، فيما يضطر هؤلاء إلى المكوث عند ذويهم في مواقع أخرى أو اللجوء إلى استئجار إحدى الاستراحات خارج مكةالمكرمة متكبدين مبالغ مالية أخرى فوق طاقاتهم، فيما يتفاجأ عدد منهم بعد عودتهم أن المنزل أو الشقة التي كان يقطنونها قد أصابها التلف والخراب. يقول محمد ساعاتي إنني أسكن بالإيجار السنوي بإحدى الشقق بمنطقة العزيزية وعند اقتراب موسم الحج نخرج من الشقة لكي يتم إيجارها لحجاج بيت الله الحرام بمبلغ مالي مغرٍ ندفع من خلاله إيجار الشقة لعام كامل، حيث نذهب عند أقاربنا مدة مكوث الحجاج بالشقة وحين مغادرتهم نعود مجددا إلى منزلنا. ويستطرد الساعاتي:”لكن نتفاجأ بعد مغادرة ضيوف الرحمن من مكةالمكرمة بأن الشقة قد أصابها الخراب وأتلفت العديد من المقتنيات فنعمل صيانة كاملة للشقة بمبالغ كبيرة”. أما محمد الشهري فيتطرق إلى نقطة أخرى، حيث إن صاحب المسكن قبل بضعة أيام طلب منه إخلاء الشقة بحجة أنه تعاقد مع إحدى حملات الحج لإيجار المسكن بالكامل، الأمر الذي فاجأني كثيرا وجعلني أعيش حيرة من أمري، فإلى أين أذهب أنا وأطفالي فاهتديت إلى إحدى الاستراحات خارج مكةالمكرمة واستأجرتها شهر الحج بسعر (7000) ريال، الأمر الذي كلفني كثيرا، موضحا أن هناك أصدقاء له تم إخراجهم من الشقق لكي يتم استثمارها في الحج، وهو الآن يمكث لدى أحد أقربائه مع عائلته لحين مغادرة ضيوف الرحمن مكةالمكرمة والانتهاء من أداء مناسك الحج، لافتا إلى أن أصحاب المساكن يؤجرون منازلهم سنة دراسية ولكن بعدما كانت السنة الدراسية تمتد إلى بعد موسم الحج أصبحوا يؤجرونها في شهر شوال أو ذي القعدة، حيث يخلون الشقة أو المنزل بهدف استثماره في موسم الحج. تبرير وانتفاع ويبرر عواض بريك العصيمي، صاحب عمارة، هذا السلوك بقوله:كثير من أصحاب المساكن ليس لهم دخل مادي سوى إيجار مساكنهم سواء بالإيجار الشهري أو من خلال الاستفادة من موسم الحج، وهذا الأمر يعد دخلا إضافيا لأهل مكة من سكان منطقة الحرم والمناطق القريبة من المشاعر المقدسة، فالكثير من السكان يؤجرون مساكنهم لحجاج بيت الله الحرام، وذلك لزيادة دخلهم المادي، حيث إن سعر الإيجار للحاج الواحد في اليوم بقيمة إيجار شقة في شهر كامل، فيتراوح سعر إيجار الحاج الواحد بين (500 – 1800) ريال، وأمام ذلك نتفق مع المستأجرين على الخروج منتصف أو أواخر شهر ذي القعدة لنتمكن من تأجيرها لبعثات وحملات الحج”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بعضا من أصحاب الشقق يؤجرونها للحجاج هربا من زحمة الحجيج والباصات والانعزال عن الناس في ظل صعوبة التنقل من مكان إلى آخر في هذا الموسم الكبير. من جهة أخرى أبان سعد جميل القرشي رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة أنه لا توجد عقود موحدة، فالعقد شريعة المتعاقدين وأصحاب المساكن يعملون عقودا ارتجالية ومن ثم يصدقونها من إحدى مؤسسات الطوافة، موضحا أنه يفترض أن يكون تسليم المبنى من قِبل شركات متخصصة لتكون العملية إلزامية، وفي حالة تعرض المسكن لأي تلفيات يتم عمل صيانة للمبنى، فلابد أن يكون هناك إلزام وضمان يقدم من قِبل الشركات أو بعثات الحج.