قال نشطاءٌ في المعارضة السورية إن قوات الجيش النظامي السوري ومقاتلين من ميليشيا موالية للرئيس بشار الأسد استعادوا السيطرة على ضاحيتين في جنوبدمشق أمس الجمعة مما أسفر عن مقتل سبعين شخصا على الأقل. وأضافت المصادر أن الميليشيا – وتضم مقاتلين من حزب الله اللبناني وعراقيين – تدعمها دبابات الجيش النظامي مشطت ضاحيتي الذيابية والحسينية وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين بعد اجتياحهما بحثا عن جيوب للمقاومة. وتعزز السيطرة على المنطقتين، وتقعان بين الطريقين السريعين الرئيسيين المؤديين للأردن، قبضة الأسد على خطوط الإمدادات الأساسية وهو ما يشكل ضغوطا على كتائب الثوار المحاصرة منذ شهور في مناطق متاخمة لوسط دمشق. وفي ظل الانقسامات في صف المعارضة ومع تراجع الولاياتالمتحدة عن توجيه ضربة عسكرية للقوات الحكومية السورية، يحاول الأسد تشديد قبضته على مناطق في وسط البلاد وعلى طول الساحل والطرق السريعة التي تربط بين الشمال والجنوب إلى جانب العاصمة وضواحيها وهي منطقة رئيسية لعمليات حلفائه من خارج البلاد. وتقع الضاحيتان قرب حي السيدة زينب حيث يقع ضريح يستخدمه مقاتلو حزب الله اللبناني المدعوم من إيران ومقاتلون عراقيون كقاعدة للانتشار في جنوبدمشق. وقال الناشط رامي السيد متحدثا من منطقة في جنوبي العاصمة إن سبعين من مقاتلي المعارضة قُتِلُوا بينهم عشرون شخصا سقطوا برصاص قناصة بينما كانوا يحاولون الهرب من الذيابية عبر أراض زراعية. وأوضح رامي السيد أن ثلاث كتائب هي «أحفاد الرسول» و»الأمة» و»أكناف بيت المقدس» التي تتشكل في الأساس من لاجئين فلسطينيين طلبت الدعم عدة مرات من كتائب أفضل تسليحاً في شرق دمشق. وأضاف أنهم لم يحصلوا على أي مساعدة وأرجع خسارة المنطقتين إلى نقص التنسيق وعدم تقديم المساعدة. في الوقت نفسه، ذكر قائدٌ من المعارضة أن 45 مسلحا يقاتلون إلى جوار النظام قُتِلُوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأفادت مصادر المعارضة أن الذيابية والحسينية تعرضتا للقصف من منصات صاروخية متعددة الفوهات الأسبوع الماضي من معسكر للجيش يقع في مكان مرتفع بالمنطقة مما وفر غطاء للمقاتلين الذين خاضوا معظم معارك الشوارع. وفي محاولةٍ أخيرة لإنقاذ المنطقتين، هاجم المقاتلون القوات الموالية في حي السيدة زينب بقنابل المورتر لكن الهجوم المضاد فشل. وفي وقتٍ سابق من الأسبوع اجتاحت ميليشيا عراقية ولبنانية مدعومة بدبابات الجيش السوري ضاحية الشيخ عمر الجنوبية قرب السيدة زينب مما زاد الضغط على كثير من كتائب المقاتلين التي تحاول أن تتشبث بضواح استراتيجية على مشارف العاصمة.