المنطقة صناعية، ليس فيها غير الورش والسيارات.. ومع ذلك وجدت الجِمال السائبة مساحة مفتوحة للتجوُّل.. هذا هو واقع المنطقة الصناعية في محافظة تربة.. وأبدى عدد من أصحاب المحلات تخوفهم من تكرار هذه الظاهرة، مؤكدين أن المدينة تفتقر للخدمات الأساسية التي تحتاجها، خاصة أن عدداً من المستثمرين بدأ بالهروب بسبب الخسائر التي لحقت بهم.وكشف عدد من أصحاب المحلات أثناء جولة «الشرق» أن الورش ومحلات قطع الغيار في الصناعية تتعرض للسرقة بشكل مستمر لعدم وجود دوريات للشرطة أو شركة أمنية توفر الحماية لممتلكات المستثمرين والمواطنين في الصناعية التي أصبحت مرتعاً للمجرمين والمواشي.. وحراجاً للأعلاف. نقص في الخدمات وبيَّن سعود البقمي أن المواطنين يعانون أثناء ذهابهم للصناعية جنوب تربة بسبب نقص الخدمات المهمة التي يحتاجها الجميع، فلا توجد بقالات ولامطاعم ولابوفيهات، وعلى من يشعر بالعطش أو يرغب في تناول وجبة خفيفة أن يقطع مسافة كبيرة للحصول على رشفة ماء أو تناول ساندويتش. لافتاً إلى أن الصناعية تعاني أيضاً من عدم وجود دورات مياه يستخدمها العاملون ومرتادوها سوى دورات الجامع التي تغلق بعد فترة الصلاة. مطالباً الجهات المعنية بوضع حلول عاجلة للصناعية التي بدأت تتقلص رقعة الاستثمار بها بسبب نقص الخدمات. الإنارة والترصيف وأكد فيصل البعاج أن شوارع المدينة الصناعية تفتقر للإنارة والترصيف، إضافة لتكدس النفايات بشوارعها وممراتها ما جعلها تكون حاضنة للمكارة الصحية التي تشكل خطورة على صحة الجميع. لافتاً إلى أن المواشي أصبحت تشارك العاملين ومرتادي الصناعية في شوارعها بسبب شاحنات الأعلاف التي تحاصر المنطقة من الشرق والشمال ماجعلها مرتعاً للجمال السائبة. مطالباً بمعاقبة بائعي الأعلاف بالنقل والغرامة حتى يلتزموا بمواقعهم في سوق الأعلاف. التشويه والتلوث سامح المصري يعمل في إحدى ورش السيارات، لفت إلى أن مستوى النظافة والصيانة داخل منطقة الورش سيء. وقال: أكوام النفايات تبقى عدة أيام دون إزالتها، مطالباً البلدية بمعاقبة أصحاب الورش وتكليفهم بإزالة مخلفات ورشهم من الحديد والكراتين والبلاستيك، ونقلها بعيداً عن المنطقة لأنها تزيد من التشويه والتلوث. تهديد الاستثمار وبيَّن معدي عايض ويطلق عليه شيخ أصحاب الورش في الصناعية: أن المنطقة الصناعية إحدى معالم تربة تم تصميمها على الطراز الحديث، مبيناً أن مساحتها الإجمالية تبلغ 750 ألف متر مربع، وقامت بلدية تربة بترحيل الورش والمصانع والمعارض من المحافظة إلى المنطقة الصناعية، حيث تعاني حالياً من عشرات المشكلات التي تهدِّد مستقبل الصناعة وتعيق عملية الاستثمار، وتهدِّد بغلق بعض الورش والمصانع بها عن العمل، لأن البلدية لم توفر الخدمات المهمة والضرورية بها، إضافة إلى إن أغلب شوارعها غير مضاءة، وهو ما يجعل المنطقة عُرضة للسرقات، الأمر الذي يقلل من فرص الاستثمار فيها. مشيراً إلى أن محلات قطع غيار السيارات والورش تتعرَّض للسطو والسرقة بصورة مستمرة لعدم وجود دوريات للشرطة أو شركة أمنية تقدم الحماية لممتلكات المواطنين والمستثمرين الذين غادر بعضهم المنطقة بسبب الخسائر التي تعرضوا لها إثر السرقات. وأضاف: إن مجموعة من المستثمرين في المنطقة الصناعية تقدموا بشكوى وطلب لمدير شرطة تربة لكي يكون هناك دعم ووجود أمني لحماية المنطقة من العابثين واللصوص إلا إن الشرطة لم تستجب وبقي الحال كما هو. شاحنات الأعلاف شاحنات الأعلاف تحاصر الصناعية (الشرق) وقال عبد الله محمد البقمي إن شاحنات الأعلاف التي تركت مواقعها المخصصة للبيع وحاصرت الصناعية من الجهات الشرقية والشمالية فاقمت المشكلات بعد توافد الحيوانات والجِمال السائبة إليها، فهي تشارك الجميع في شوارع الصناعية لافتاً إلى أن الأعلاف زادت أيضاً من نسبة التلوث في المنطقة إثر تكدسها في الشوارع وبعض المواقع مشكلة خطورة بالغة لاسيما وهي سريعة الاشتعال عند تعرضها لعقب سيجارة. عمل الأطفال واستغرب شاكر الهذيلي الحالة التي اخذت تتفاقم بورش تربة والتي تمثلت في استعانة بعض العاملين بأطفالهم للعمل معهم في الورش والقيام ببعض الأعمال الخفيفة، طمعاً في توفير أجور الأيدي العاملة، وقال: رغم أنها لم تصل لحد الظاهرة، لكن لابد من دق الأجراس كي لاتتطور، بل تتم معالجتها سريعا من قبل الجهات المعنية. معاقبة المخالفين من جهته بيَّن رئيس بلدية تربة المهندس عبدالله مكي ل «الشرق» أن بلدية تربة تشرف على المدينة الصناعية بعد تسلمها من الرئيس السابق، وقامت بنقل جميع المعارض والورش إليها من مركز المدينة الذي كان يعج بالفوضى وارتفاع في نسبة التلوث بسبب تلك الورش التي تحاصر المدينة، لافتا إلى أن البلدية تعمل حالياً على استقطاب مستثمرين لفتح مطاعم وبقالات وبوفيهات في الصناعية التي روعي في تصميمها وجود مثل تلك المرافق، مضيفاً أن هناك دورات مياه صحية تتوسط الصناعية بالقرب من المسجد الجامع في قلب الصناعية، مؤكداً أن فرق صحة البيئة تشرف على نظافة المنطقة وتقوم بتغريم ملاك شاحنات الأعلاف التي تعرض مبيعاتها في مواقع مخالفة. بانتظار الرد كما تواصلت «الشرق» مع مدير شرطة تربة العقيد صالح العتيبي للحصول على إجابة عن شكاوى أصحاب الورش بخصوص توفير دوريات أمنية، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة حتى مثول هذا التقرير للنشر. إجبار الأطفال على العمل في الورش لتخفيف النفقات