يتقاطر أهل الرياض هذه الأيام على المتنزه الأحدث الذي دشنه أميرها الأربعاء 2 أكتوبر الجاري ونفذته أمانتها، اللافت للنظر أن تدافع الزوار شكَّل ضغطاً وإرباكاً على الحركة المرورية، حيث يؤكد أحد المسؤولين في إدارة المدينة أن متنزه الملك عبد الله يشهد استقبال ما يربو على 100 ألف زائر يومياً، وبيت القصيد أنه مع هذا التعطش واللهفة فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وبتوثيق مصور عبر تطبيق «الواتساب» أن الحشود دمرت ما مرت عليه أقدامها في هذا المعلم الذي لم يمض على افتتاحه سوى أيام بسيطة! وهناك من ألقى باللائمة على الوافدين الذين تركوا صغارهم وشبابهم يعيثون في مقدرات المتنزه شر عبث وفساد وأن هذه الجرأة على تدمير الممتلكات مردها «من أمن العقوبة أساء الأدب». لاشك أن في الحلق غصة، إذ كيف يترك الأمر هكذا لمن هبَّ ودبَّ أن يسقط علينا حقده وغله وإن كان منا ومن بيننا. في الدول الأخرى تفرض رسوم على الداخلين لأماكن التنزه ليس لحاجة ولكن ليقدر الإنسان قيمة مادفعه، ويحافظ على مكونات المكان، وفي بعضها الآخر يفرض على المواطن رسوم بسيطة ويقابلها رسوم عالية على من سواه من الزوار، ويلزم الراغب بتفيؤ ظلال وأجواء المتنزه أن يدفع تأميناً يرد إليه عقب ختام الزيارة عقب التأكد من سلامة المكان الذي استخدمه وحسن سلوك ذويه. ما نتمناه أن يصار إلى وضع حلول تكفل عدم تواصل آلة التدمير ليجد الزائر متنفساَ له وسط مدينة باذخة في أجوائها العملية وقاسية في مناخها وأجوائها. بقي أن نشكر الأمانة على صنيعها ونؤكد أن لغة التدمير لاتعني النفور من المكان بقدرما تعني أن هناك من يقتات على الرقابة التي رضعها قبل الفطام وإذا فقدها هاج ودمر ما وطيئته قدماه!