إبراهيم عبدالله المسند – المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياض يحظى المعلم والمعلمة في كل دول العالم بالاهتمام والتقدير على المستوى الرسمي والمجتمعي، ويأتي ذلك اعترافاً بدورهم الريادي في بناء المجتمعات وتنوير العقول والتطور في كافة مجالات الحياة. وفي المملكة العربية السعودية تعمل وزارة التربية والتعليم على تسخير كافة الإمكانيات لتهيئة الجو المناسب للمعلمين والمعلمات لأداء رسالتهم، وهنا أحب أن أؤكد على أن ما يقدمه المعلم والمعلمة هو رسالة وليست مهنة، فمتى استشعر معلمونا ومعلماتنا الفضلاء هذه المسؤولية -وهم كذلك- فإن الرسالة العلمية والتربوية ستصل، لنصل بها إلى مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات، فالمعلم والمعلمة هم قادة لكافة الجهود التربوية والعلمية في المجتمع. والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا في اليوم العالمي للمعلم هو ماذا نريد من المعلم والمعلمة وماذا يريد المعلم والمعلمة منا؟ ففي يوم المعلم نريد معلمين ومعلمات متفائلين ومتفانين في أعمالهم، متفاعلين بما يحدث من حولهم من تطور وتقدم فهم لا يقدمون عملاً روتينياً تقليدياً بل يصنعون جيلاً ويبنون عقولا ويصنعون فكراً، فالأنظار إليهم متجهة والآمال بهم متعلقة. في السابق كان المعلم والمعلمة للطلاب والطالبات قادة وقدوة ومازالوا، وكانوا مصدر المعلومة لهم، أما اليوم فقد أصبح دورهم موجهين ومرشدين للطلاب، فنحن في زمن تعدد المصادر للمعلومة فلم تعد حكراً على معلم أو مقرر دراسي، فنحن بحاجة إلى المعلم الموسوعة أو المعلم المثقف الذي يعرف شيئاً عن كل شيء. في يوم المعلم نريد مجتمعاً يقدّر الجهد والعمل الذي يقدمه المعلم والمعلمة، فبهم ترقى الأمم، وبعلمهم تعلو الهمم وبعملهم يصعد أبناؤنا للقمم . فلا أحد ينكر أن للمعلم دورا في بناء المجتمعات ثقافياً وعلمياً وتربوياً، وهذا يدفعنا إلى مزيد من الاهتمام بهذه الشخصية التي تتعامل مع العقول وتسمو بالنفوس، والاهتمام يكون بتشجيعهم والاهتمام بنموهم المعرفي والمهني.. فمن أراد النهضة والتقدم لمجتمعه فعليه بالمعلم أولاً وآخراً.