لكل شخص في هذا الوجود موهبة قد وهبه الله إياها وميّزه بها دونما عن غيره، ولكن وجود بذرة الموهبة وحدها لا تكفي، وإنما يجب الاهتمام والعناية بهذه البذرة كي تبرز وتؤتي ثمارها فالموهبة لن تجد طريقها للشخص الموهوب ما لم يفتش هو عنها، وقد قال ألبرت إينشتاين إن «العبقرية ماهي إلا 1% موهبة و99% عمل واجتهاد». تعرف الموهبة على أنها المقدرة أو القدرة في أي من مجالات القدرة العقلية، الكفاءة، الأكاديمية، الإبداع أو فنون الأداء المختلفة، ورعاية الموهوب تتطلب كثيراً من الجهد فلابد من توفير البيئة المناسبة له وتوحيد جهود الجهات التي تسهم في رعاية المواهب واكتشافها بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والمؤسسات المعنية برعاية الموهوبين وانتهاءً بالمجتمع نفسه. ولأن الأسرة هي المسؤول الأول عن اكتشاف مواهب الطفل والسعي لتنميتها وتطويرها وجب عليها التنبه لما يتميّز به طفلها عن أقرانه، فلن يتميّز الطفل ما لم تتوفر له البيئة المشجعة والمحفزة، ولن يحلق في سماء الإبداع ما لم يُعطى بعض الحرية وكثيراً من الرعاية، فلن يصبح الطفل يوماً رساماً عظيماً ممسكاً بريشة مادامت أمه توبخه على شخبطاته على الجدران بدلاً من إعطائه ورقاً وألواناً، ولن يصبح شاعراً ما لم يسمع كلماته الركيكة أحد، ولن يصبح عالماً ما لم يجب عن تساؤلاته الكثيرة أحد. فمن خلال الأسرة تُكتشف الومضة الأولى للموهبة وهي الحاضن الرئيس في حياة الموهوب إذا ما تفهمت تصرفاته وأعطته الحرية لممارسة هواياته ونشاطاته بدون قيود وتشجيعه على الإبداع والابتكار وخلق شيء جديد، وإلا ستتحول تلك الأسرة من محفز إلى مثبط ومن مشجع إلى محبط، فكم من شخص ظلمت قدراته بسبب جهل الأسرة بالموهبة ومؤشرات الطفل الموهوب. ففي كثير من المنازل يتكرر ذلك المشهد في الجلسات العائلية فما أن يقوم الطفل بالرقص أو الغناء مثلاً أو القيام ببعض الحركات البهلوانية حتى تتعالى الأصوات والهتافات وبطريقة أوتوماتيكية (اقعد ياولد!)