من المستحيل الوحدة بين حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وإن تمت فسرعان ما ستتهاوى لأسباب كثيرة: أولا: إن هناك خطأ شائعا يفيد بأن حماس والجهاد هما تنظيمان ولدا من رحم الإخوان المسلمين – حماس من الإخوان والجهاد من رحم الجماعة الإسلامية المصرية، وهما رحمان مختلفان للعظم. ثانيا: إن العارفين بالأمور لا يترددون في القول إن الجهاد الإسلامي أقرب إلى فتح من حماس بحكم أن الجهاد تنظيم فلسطيني مثل فتح، أما حماس فقرارها ومالها ومرجعيتها حركة الإخوان المسلمين العالمية. ثالثا: قبول الجهاد الإسلامي للدعم الإيراني والسوري كان بحكم الضرورة في غياب داعم آخر وحاضن آخر، أما حماس فلا تحتاج لمال إيران وحضن سورية وكانت علاقتها مع الطرفين براغماتية تكتيكية سرعان ما انهارت على أعتاب الثورة السورية ولعل قيادة خالد مشعل وأعوانه سيدفعون الثمن. رابعا: الجهاد الإسلامي أسسها الشهيد فتحي الشقاقي بداية الثمانينات كفصيل مقاوم عندما كان الإخوان المسلمون خارج معادلة المقاومة الفلسطينية التي دخلوها عام 48. خامسا: الجهاد الإسلامي ترفض المشاركة في السلطة وكل أنواع الانتخابات البلدية والتشريعية في فلسطين. أما حماس فقد أنشأتها حركة الإخوان المسلمين بهدف الوصول إلى السلطة كبديل عن منظمة التحرير، فهي حركة إلغائية. أما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فهي حركة تكاملية مع الواقع الفلسطيني. ومع كل الاحترام والتقدير للسيد إسماعيل هنية القائد الفلسطيني الذي جاء من القاعدة الكفاحية إلى رئاسة الحكومة وتم توريطه بعدها بالانقسام وحرب غزة، فإن الوحدة الاندماجية التي دعا إليها مع الجهاد غير واقعية وهي أقرب إلى أن تكون مؤشر إفلاس وإرباك داخل حماس.