تشارك الهيئة العامة للسياحة والآثار، في الاحتفالية التي تقيمها المملكة العربية السعودية في العاصمة الإيطالية روما بمناسبة مرور ثمانين عاماً على قيام العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية إيطاليا. وتنظم الهيئة معرض "السعودية ملتقى الحضارات" في متحف "فتريانو" في مدينة روما، خلال الفترة من الثالث من أكتوبر الجاري حتى الثلاثين منه، ضمن فعاليات الاحتفالية. ويؤكد المعرض على عمق العلاقات السعودية الإيطالية وتاريخها الذي يعود إلى عام 1932م في المجالات كافة، حيث كانت إيطاليا من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع المملكة، وفتحت قنصلية إيطالية في جدة عام 1933م، وتم توقيع اتفاقية للتعاون بين البلدين. كما يشير المعرض إلى أن العلاقات الثقافية بين البلدين، حيث أن علاقات التبادل العلمي والثقافي بين المملكة وإيطاليا تشهد حالة تقدم وازدهار. ويتوقع أن يلعب المعرض، الذي يضم 164 قطعة أثرية من مناطق مختلفة من المملكة وتعود إلى عصور مختلفة، دوراً في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة وإيطاليا، وأن يسهم في توسيع فهم الإيطاليين لحقيقة المملكة ودورها في الحضارة الإنسانية. وكان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، الدكتور علي الغبان، وقع اتفاقية إقامة المعرض، مع متحف "فتريانو" في مقر سفارة المملكة في روما مؤخراً، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا صالح الغامدي. وتتعاون الهيئة مع جهات إيطالية في مجال التراث العمراني والآثار، حيث تعمل بعثة من جامعة نابولي الإيطالية ضمن 25 بعثة سعودية دولية مشتركة في المواقع الأثرية. وسوف توقع الهيئة اتفاقية مع جامعة نابولي الإيطالية، على هامش هذه الاحتفالية، تتيح للجامعة استكمال أعمال التنقيب مع فريق بحثي سعودي في موقع دومة الجندل في منطقة الجوف لمدة خمس سنوات جديدة، تبدأ من تاريخ انتهاء اتفاقية التنقيب الأولى الموقعة بين الجانبين في عام 1430ه، وهي الاتفاقية التي تتيح للفريق القيام بأعمال التنقيب في موقع دومة الجندل بمنطقة الجوف. وفي عام 2011م، تم تعديل الاتفاقية ليشترك في المشروع المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي. ونفذت البعثة السعودية الإيطالية الفرنسية المشتركة مسوحات وتنقيبات في موقع دومة الجندل أسفرت عن العديد من الاكتشافات، حيث تم الكشف عن مستوطنة ترجع للعصر الحجر الحديث، كما عثرت البعثة على أساسات معمارية ترجع للعصر الروماني عند أبراج السور، علاوة على اكتشاف على العديد من المعثورات الفخارية والحجرية والمعدنية التي ترجع لفترات تاريخية مختلفة في محيط قلعة مارد والمناطق المحيطة بالسور الغربي. وفي إطار التعاون في مجال التراث العمراني، نظمت الهيئة عام 2008م، رحلة استطلاعية لوفد من شركاء الهيئة، ضم عدداً من محافظي المناطق ورؤساء البلديات وأعضاء هيئة تدريس متخصصين في السياحة، حيث زار الوفد منطقة "توسكني"، واطلع على التجربة الإيطالية في مجال التنمية السياحية المستدامة، وحماية التراث العمراني واستثماره عبر مشروعات تجارية تسهم في المحافظة على هذه المباني، وإعادة الحياة إليها، واستفادة الأهالي منها عبر توفير فرص العمل لأبنائهم، وإيجاد مصادر دخل إضافية لهم، ودعم البنية التحتية والخدمات في مناطقهم. الرياض | الشرق