أكد الرئيس السوداني عمر البشير في أول ظهور له بعد الاحتجاجات المناهضة لنظامه، أن التظاهر حق مكفول وترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الأحداث، بينما تمسكت المعارضة بمواصلة الاحتجاجات لإسقاط النظام، في وقت تواصلت التظاهرات في عدد محدود من مدن السودان، وطرح زعيم حزب الأمة مبادرة وطنية. وقال البشير في احتفال تخريج قيادات بالأكاديمية العسكرية العليا، أن حق التظاهر في السودان حق سلمي ومكفول للتعبير عن الرأي عبر أسلوب حضاري، لكنه رفض تحميل الحكومة مسؤولية سقوط الضحايا، واتهم من سماهم المتربصين باستقرار السودان باستغلال الأحداث لممارسة أعمال القتل والنهب والتخريب. من جهته تمسك تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض بموقفه في مواصلة طريق الثورة لاقتلاع ما سماها الحكومة الفاشلة. وقال في بيان حصلت عليه «الشرق» إن الاحتجاجات مستمرة رغم مواجهة المتظاهرين بالرصاص، واتهم الحكومة بممارسة التنكيل بمعارضيها، وقال إن ذلك لن يكسر إرادة المحتجين، وإن المظاهرات ستستمر حتى إسقاط النظام «. فيما حذر رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي من اندلاع حرب أهلية إذا استمرت الأزمة السياسية في السودان، ودعا البشير إلى الرحيل. ودعا الترابي أحزاب المعارضة إلى الاستعداد لفترة انتقالية بعد إسقاط النظام، تبدأ بدستور انتقالي يضع أسسا ديموقراطية قبل كتابة دستور دائم للبلاد. وفي ذات السياق قال شهود عيان ل «الشرق» إن قوات الأمن والشرطة طوقت دار حزب الأمة «المعارض» بأمدرمان، على خلفية الإعلان عن إقامة تأبين لضحايا الاحتجاجات الأخيرة، فيما واصلت السلطات الأمنية حملات الاعتقالات وسط مجموعات من السياسيين والحركات الشبابية، غير أن المعلومات متضاربة في أعداد المعتقلين، ففي حين تقول الحكومة أن عدد المعتقلين (700)، يقول ناشطون إن عددهم تجاوز 2000 معتقل. من ناحيته أدى زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وأنصاره صلاة الغائب على ضحايا الاحتجاجات. وتصاعدت الهتافات مع صعود المهدي إلى المنصة بدار الحزب وطالبه المئات بإعلان موقف واضح من الثورة وقوطع غير مرة من تلك الأصوات أثناء كلمته مما اضطره لمطالبة الحضور بالتهدئة. ودعا المهدي القوى السياسية المعارضة والهيئات والمنظمات الوطنية للاتفاق على نظام بديل، مقترحا على المعارضة التوافق على ما أسماه (جبهة الميثاق الوطني) واتخاذ العمل السلمي وسيلة لتغيير النظام. وحذر المهدي من تدخل دولي يشابه ما جرى في دارفور ما لم تتم محاسبة الجناة في ضحايا التظاهرات، وقال إنه سيعلن قريباً عن اعتصامات جماهيرية في الميادين داخل السودان وأمام سفارات السودان في الخارج. وتواصلت الاحتجاجات السلمية المناهضة للنظام في عدد من أحياء ومدن الخرطوم، تصدت لها الشرطة، في ظل وجود انتشار أمني كثيف. وفي القاهرة انخرطت قوى سياسية وشبابية في نشاط للتحضير لوقفات احتجاجية وندوات والاتصال بالقوى السياسية المصرية، بهدف حشد الدعم والتأييد للثورة في السودان، ونقل المعلومات لوسائل الإعلام المختلفة لعكس ما يدور في السودان في ظل ما سموه بالتعتيم الإعلامي الذي تمارسه السلطات السودانية، وتنفذ مجموعة من القوى الشبابية المصرية اليوم وقفة احتجاجية أمام مباني جامعة الدول العربية والسفارة السودانية في القاهرة.