سعود سيف الجعيد ما أصعب أن يعيش الإنسان على أملٍ ما في الحياة يسعى إلى تحقيقه بشتى الوسائل، وبعد طول انتظار وصبر يجد أن أمله الذي كان يريد تحقيقه اختفى وتلاشى من عالمه ليبدأ من جديد في رحلة أمل أخرى وهكذا. ولكن هل يا ترى عندما ينتهي أمل ويذهب أدراج الرياح هل على الإنسان أن ينتهي هو الآخر؟، لا أعتقد ذلك… فلربما هذا الأمل الذي لم يتحقق كان الأفضل لحياة الإنسان ألا يتحقق، ولنسترجع قوله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، فعلى الإنسان في الحياة أن يحاول كل يوم وكل دقيقة بل كل ثانية زراعة الأمل في طريق حياته المليئة بالمتاعب والمنغصات والآلام، وليتخطَّ بذلك جميع الحواجز التي تقف في سبيل عرقلة سيره ووصوله إلى شط الأمان.. ومن الأشياء التي تحدث في الحياة أن هناك أموراً قد يتفاجأ بها الإنسان في وجهه وهو غير متوقعٍ حدوثها أبداً، أو أنه كان يستبعد وقوعها في هذا الوقت بالذات، ومن ذلك أنك تثق في الناس وتؤمل فيهم الخير الكثير وترى في وجودهم بجانبك السعادة كلها، وهكذا تظل تحلم ببقائهم إلى جانبك لتشعر في قرارة نفسك بأنك قد لا تستطيع الاستغناء عنهم مهما كان.. ولكن فجأة ودون مقدمات يتغير الوضع فتخِيبَ كل أحلامك، وتنزعجَ كل تأملاتك، ويُقَتَل كل ما في فكرك من تخيلات فيفرِّق الحدث بينك وبين هؤلاء الناس.. لتجد نفسك وقد تفاجأت بهذا الحدث ولم تحسب لوقوعه أي حساب.. وتعود وتفكر كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟ وبأي سبب؟ فيجيبك الزمن أن هذا الشيء ليس لك فيه أي تدخُّل أو تصرُّف، فقط تقبل ما حدث من غير سؤال.. فيعود الإنسان ويفكر: هل بذلك انتهت الحياة؟ وهل هذا هو نهاية المطاف؟.. لا أعتقد.. بل يذهب الإنسان في حياته يفكر فيما حدث ليجد أناساً آخرين ويعيش معهم وينسى من كان بالأمس يعتقد أنهم ضروريون في حياته؛ لأنها سنة الحياة وهكذا تكون الحياة.. تدور وتتبدل أحوال وتجمع وتفرق وتُبعد وتُقرب.. فمن هنا جاء دور الأمل في الحياة.. فهو بلسم لجميع مشكلات الإنسان الكبيرة والصغيرة، فمن يضع أملاً أمام عينيه لابد أنه يعيش في سعادة في انتظار تحقيق هذا الأمل.. فلربما تحقق وامتلات حياته بالسعادة، ولربما لم يتحقق وهنا يجب عليه أن يبدأ في رحلة أمل أخرى متناسياً خيبة الأمل الأولى لأنها في حد ذاتها كارثة لو توقَّف عندها.. فلنجعل من حياتنا أملاً، ولنجعل من أيامنا أملاً، ولْنَخطُ في هذه الحياة بخطًى ثابتة، وألا نجعل لليأس طريقاً إلى قلوبنا فيقضي علينا بأسهل الطرق.. فما أكثر الناس الذين وصلوا إلى ما يريدون في حياتهم وذلك لأنهم جعلوا الأمل شعارهم في الحياة.. فما أحلى الحياة بالأمل! وما أحلى أن يحقق الإنسان أملاً ظل يسعى إلى تحقيقه فترة طويلة متخطياً جميع الصعاب والمحن ليصل إليه وهو في سعادة وفرح. وقفة ياما جددت الأماني في غيابك ياما رددت الأغاني في عتابك