ما أصعب أن يعيش الإنسان على أمل ما في الحياة يسعى إلى تحقيقه وبعد طول انتظار وصبر يجد أن أمله الذي كان يريد تحقيقه اختفى و تلاشى من عالمه ليبدأ من جديد رحلة أمل أخرى . لكن هل يا ترى عندما ينتهي أمل هل على الإنسان أن ينتهي هو الآخر.؟ لا أعتقد ذلك.. فلربما أن هذا الأمل الذي لم يتحقق كان الأفضل لحياة الإنسان أن لا يتحقق فعلى الإنسان في الحياة أن يحاول أن يزرع كل يوم وكل دقيقة الأمل في طريق حياته المليئة بالمتاعب والألم ليتخطى بذلك جميع الحواجز التي تقف في سبيل وصوله إلى شط الأمان . هناك أمور قد يتفاجأ بها الإنسان وهو غير متوقع حدوثها أو أنه كان يستبعد وقوعها في هذا الوقت بالذات ومن ذلك أنك قد تثق في الناس وترى في وجودهم بجانبك السعادة و هكذا تظل تحلم ببقائهم إلى جانبك لتشعر في قرارة نفسك بأنك قد لاتستطيع الاستغناء عنهم مهما كان.. ولكن فجأة وبدون مقدمات يأتي القدر ليخيب كل أحلامك ويزعج كل تأملاتك وليقتل كل مافي فكرك من تخيلات ويفرق بينك وبين هؤلاء الناس .. لتجد نفسك وقد تفاجأت و تعود و تفكر كيف حدث ذلك ولماذا وبأي سبب فيجيبك الزمن أن هذا الشيء ليس لك فيه أي تدخل أو تصرف فقط تقبل ما حدث من غير سؤال....وهنا على الإنسان أن يفكر هل بذلك انتهت الحياة وهل هذا هو نهاية المطاف ..لا أعتقد.. بل يذهب الإنسان في حياته يفكر فيما حدث ليجد أناسا آخرين ويعيش معهم لأنها سنة الحياة وهكذا الحياة تدور وتتبدل أحوال وتجمع وتفرق وتبعد وتقرب.. فمن هنا جاء دور الأمل فهو بلسم لجميع مشاكل الإنسان فمن يضع أملا أمام عينيه لا بد وأنه يعيش في سعادة في انتظار تحقيق هذا الأمل..فلربما تحقق و أمتلأت حياته بالسعادة ولربما لم يتحقق وهنا يجب عليه أن يبدأ في رحلة أمل أخرى متناسيا الأولى ..فلنجعل من حياتنا أملا ولنجعل من أيامنا أملا و لنخطو في هذه الحياة بخطى ثابتة وألا نجعل لليأس طريقا إلى قلوبنا .. فما أكثر الناس الذين وصلوا إلى ما يريدون في حياتهم لأنهم جعلوا الأمل شعارهم .. فما أحلى الحياة بالأمل وما أحلى أن يحقق الإنسان أملا ظل يسعى إلى تحقيقه متخطيا جميع الصعاب و المحن ليصل إليه وهو في سعادة و فرح.