تزهو اليوم محافظة الخفجي بصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف آل سعود -أمير منطقة الخير- حفظه الله، ويتوالى الفرح، والمناسبات المبهجة، فلقد ابتهج الوطن كله بذكرى يوم الوطن الثالث والثمانين، وساد اللون الأخضر -وهو سائد في القلوب والعيون دائما- على كل الألوان. تزهو الخفجي بسموه الكريم في زيارته الأولى لها بعد صدور الأمر السامي الكريم بتعيينه أميراً للمنطقة الشرقية، ويدرك أهل الخفجي كما يدرك إخوانهم من أبناء المنطقة حجم المهام الجسام لسموه الكريم، ويعرفون أن سموه يضع أبناء المنطقة الشرقية في ذات الدرجة من الاهتمام بشؤونهم والعناية بهم، والرعاية لهم، ويعلمون أن سموه حريص على أن يحقق للمنطقة تنمية متكاملة ونهضة شاملة، تنمية مبنية على أسس علمية صحيحة من التخطيط السليم والدراسة الوافية؛ ليستفيد منها جميع أبناء المنطقة والوطن. لقد جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لسموه أميراً للمنطقة الشرقية لما يتحلى به سموه من خبرات إدارية متميزة وناجحة في ميادين العمل الحكومي المختلفة لسنوات طويلة، ولما يمتلكه سموه من صفات قيادية فذة، ومهارات عالية في الإشراف والمتابعة، وما لدى سموه من رصيد معرفي كبير وحقيقي عن شؤون المنطقة الشرقية وأهلها بحكم علاقته الوطيدة بها خلال السنوات التي عمل فيها نائبا لأمير المنطقة. إن منطقة الخير تشكل رقعة جغرافية واسعة ومتنوعة وكبيرة من أرض الوطن، وتمثل جزءاً مهماً فيه كثير من خيرات الوطن، وترتكز فيها كثير من المقومات الأساسية لاقتصاد البلاد الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية والتعليمية، وقد بدأ سمو أمير المنطقة بالتوجيه للاستفادة القصوى من هذه المقومات، واستثمارها أمثل استثمار من أبناء الوطن في مسيرة النهضة الشاملة التي يوجهها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين نحو التطور والنماء في شتى المجالات. إن أهالي الخفجي فرحون ومزهوون بزيارة سموه الكريمة، وتملأهم الثقة بما ستحققه لمدينتهم ومراكزها من أثر إيجابي كبير، وهم على يقين بأن كثيراً من المشاريع المتعثرة والمؤجلة سترى النور قريباً في حركة عمل حقيقية وجادة من الجهات المشرفة عليها، ويعرف أهل الخفجي ما ينقص مدينتهم، ويعرفون مشكلاتها، ويدركون احتياجاتها، ولدى كثير منهم تصور كبير واستشراف لمستقبلها، وأجزم واثقاً بأن سموه قد وقف على احتياجات المحافظة وأهلها قبل الزيارة. يتشكل سكان الخفجي من نسيج فريد -وليس بعيداً عن الحقيقة من يقول ذلك- فلقد جاء الجيل الأول من مختلف المناطق -منذ أكثر من خمسة عقود؛ للعمل، وكونوا النواة الأساسية لمجتمع متجانس، وتعاقبت الأجيال، وتوسعت المدينة، وازداد سكانها، ولعل في مقدمة احتياجاتهم: – المياه: حيث يعاني السكان من نقصها؛ بسبب عدم قدرة محطة التحلية التي انتهى عمرها الافتراضي منذ سنوات على الوفاء بالاحتياج اليومي المتزايد، وبسبب الزيادة الكبيرة والمتنامية في عدد السكان، ولم تفلح مصلحة المياه في وضع حلول بديلة أو طارئة لتلك المشكلة، ولا تزال المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم، وتعتمد أجزاء من أحياء المدينة على أخذ الحصول على المياه بواسطة صهاريج تضطر السكان للوقوف في طوابير يومية في معاناة أرهقت كثيراً منهم للحصول على كمية قليلة لا تفي بربع احتياجاتهم من المياه. – الصحة: اُفتتح مستشفى الخفجي عام 1425 ه، ولا يزال في حاجة كبيرة لكثير من التجهيزات والكوادر المتخصصة. – التعليم الجامعي: يعلم مسؤولو جامعة الدمام بأنه لا يستفيد من التخصصات العلمية الحَيَّة إلا عدد قليل جداً من بنات محافظة الخفجي؛ لبعدهن عن مركز المنطقة، وعدم قدرة كثير منهن على الانتقال أو الاستقرار في الدمام لظروف مختلفة بهن وبأسرهن، وهو أمر يستدعي أن يعاد النظر بعين من المسؤولية من إدارة الجامعة في التخصصات الحالية في كليتي العلوم والآداب بمحافظة الخفجي؛ لأن البنات ما زلن يعانين من القبول بتخصصات تقليدية حيث لم يراعَ نصيبهن من التخصصات عند إعادة هيكلة الكليات. – المطار: مضت ثلاثة عقود وأهالي الخفجي يحلمون بمطار يسهل على كثير منهم مشقة الانتقال إلى مناطق المملكة المختلفة. كان المؤتمر الصحفي الذي عقده سعادة محافظ الخفجي بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف آل سعود أمير المنطقة الشرقية لمحافظة الخفجي رائعاً؛ لما استعرض فيه من مشاريع قائمة ومستقبلية للمحافظة، ولثقته الكبيرة بتطوير ونماء الخفجي. وقفة: آمال أبناء الخفجي كبيرة بما ستحققه زيارة سمو أمير المنطقة؛ لما يعرفونه عن سموه من جدية وحرص على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بتلبية احتياجات المواطنين والتيسير عليهم ورعايتهم والاهتمام بشؤونهم.