نعلم عظمة بر الوالدين في ديننا الحنيف.. ولكن في هذا العصر نعيش صورا متميزة من بر الأبناء لوالديهم والحمد لله.. على الرغم من أننا نعيش في زمن أصبح التفريط فيه كبيرا بين عموم الناس. فقد تشرفت بحضور مناسبة كانت فيه والدة أحد شباب الأعمال هي سيدة الموقف.. حيث فاجأ الشاب ثامر الفرشوطي جميع الحضور بأن من سيقص شريط افتتاح مقر منشأته التجارية هي والدته.. حيث رسم الابتسامة على محيا الجميع مع دهشة كبيرة عاشها الجميع وهو يستقبل والدته لتقص الشريط وتفتتح المقر، وسط حضور كبير من أعيان جدة ورجالاتها.. وكانت بالفعل هذه اللحظات جميلة جداً حيث لمست فيها صورة متميزة من البر بالوالدين. ولعلها فرصة أن أدعو الشباب والفتيات لأن يكون ديدنهم برهم بوالديهم أحياءً كانوا أم أمواتا.. فبر الوالدين أحد أهم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة، كما أستغلها فرصة لأن أحذر من العقوق بأشكاله المختلفة ووسائله المتنوعة. بر الوالدين مفهومه واسع، حيث يتصل بكل صور الإحسان إليهما في كل شيء وقضاء حوائجهم وحسن معاملتهم وخدمتهم وطاعتهم من غير معصية، وهو باب عظيم من أبواب الخير والتقرب من الله عز وجل، قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). فالوالدان باب عظيم للسعادة والتوفيق، وبرهما واجب مهما كان تقصيرهم. وأخيراً.. يجب أن يتخذ شباب اليوم من ثامر قدوة حسنة في جهده وعطائه وبره بوالدته، ولعلها فرصة بأن تتبنى الغرفة التجارية الصناعية في جدة تجربة ثامر باعتباره شاب أعمال ناجح ليسطرها لأقرانه ويكون بذلك قدوة حسنة لهم بجهده وبأخلاقه وبره.