أنْ تُخرِج لنا الصحراء غير الرمال وشوك الصبّار والعطش والنفط، هذا ما يشك فيه كلٌّ منّا، ولم يدُر في خلد أيٍّ منّا أن تخرج لنا «ريشة» فنان، فنان يجعل اللوحة تنبض إحساساً، لقد فعلتها صحراء نجران، عندما أنجبت لنا إبراهيم بن محمد، ذلك الشاب الخارق، كيف ذلك؟ إليكم الحكاية. ترعرع إبراهيم في أُسرة ريفية، لاحَظَ أبواه عليه خروجه إلى الصحراء، حتى في أوقات متأخرة من الليل، وعلى الرمل، وتحت ضوء القمر، كان يرسم إبراهيم، بأنامله الصغيرة، أجمل لوحاته الفنية، يلاحظها المارة في الصباح، وما تلبث أن تمحوها الرياح. برزت الموهبة وإبراهيم يُحَارَب من المحيطين، ظنّاً منهم أن ما يفعله إبراهيم شيء يخالف العُرف والدين، ناضلَ إبراهيم كثيراً، لدرجة أنّه ما كان يتناول وجبة إفطار في المدرسة، بل يوفر مصروفه اليومي ليصرفه في «ريش» وألوان وخامات فنية، وكلما انتهى من عمل لوحة أخفاها. مع مرور الزمن، تفهَّم المحيطون الوضع، ولكن مازالت المشكلة قائمة لدى إبراهيم، فلم يجد مَنْ يدعمه، ويشجعه، ويدعوه للمعارض الفنية، التي تقام هنا وهناك، ليبيع من لوحاته ما يعوّض به ما ضاع من مصروفه (فسحته المدرسية)، ليكمل به مشواره الدراسي، فهو مازال في سنته الأخيرة من المرحلة الثانوية. منّا إلى المسؤولين عن الفنون التشكيلية في البلد، وإلى رجال الأعمال، وأمناء المناطق، ليُزيّنوا مقارهم بلوحات إبداعية، ترسمها أنامل إبراهيم الذهبية. بدر الفريخ، يدٌ بدأت تمتد لدعم إبراهيم. كم نحن بحاجة إلى أكثر من بدر، لدعم مواهبنا الشابة؟!