شيّعت جموع غفيرة في منطقة الرياض ظهر أمس جثمان الشاب ناصر القوس الذي توفي نتيجة مطاردة الهيئة له في أحد شوارع العاصمة الأسبوع الماضي، ومواراته الثرى في مقبرة النسيم. وسلمت الشرطة أسرة الفقيد خطاباً لتسلم الجثمان من مجمع الملك سعود الطبي، بعد أن أجريت له عملية تشريح وانتهاء التحقيقات اللازمة التي تتطلب بقاء الجثمان قبل الدفن. الصلاة على الفقيد (تصوير: رشيد الشارخ) وكان رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ قد دافع في مداخلة هاتفية مع برنامج «الثامنة» التليفزيوني مساء الأحد عن جهاز الهيئة، قائلاً: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة إسلامية، وما يحدث من هجوم على رجال الهيئة أمر لا ينبغي ولا يصح، مضيفاً أن الهيئة لم تتدخل في التحقيق، وترغب في تطبيق العدل على المخالفين، مؤكداً أنه لم يتضح إلى الآن من الذي أعطى رجال الهيئة الأمر بمطاردة الشابين. وسجّلت مقبرة النسيم غياباً واضحاً للهيئة؛ حيث لم يحضر أي من مسؤوليها أو أعضائها للمشاركة في تشييع الضحية، فيما حضرت جموع من المواطنين وأقارب الفقيد؛ لأداء الصلاة عليه في مسجد الراجحي. والد الشاب ناصر القوس في حالة حزن قبيل دفن ولده أمس وخلال الدفن حضرت مجموعة من أقارب وجيران وأصدقاء الضحية وفاعلي الخير للقيام بمراسم الدفن، بينما لوحظ والده منهكاً وجلس ولم يتمكن من الوقوف ومشاهدة دفن ابنه، مكتفياً بالجلوس إلى جوار سيارة توزع الماء البارد مع اثنين من إخوة الفقيد اللذين اهتما بحالته النفسية وانهيار قواه الجسدية وعدم قدرته على تحمل مشهد الدفن وشدة تأثره بالموقف، وأقبل المعزون يعزونه في وفاة ابنه في ذاك المكان، وعندما فرغ الجميع من الدفن بقي عدد من إخوة الفقيد بجوار قبره للدعاء له. مواطنون يشيّعون الراحل الذي توفي نتيجة مطاردة الهيئة (تصوير: رشيد الشارخ)