لا أدري فعلاً هل لكل يوم في الأسبوع مقال خاص به يُشبه اليوم الذي كُتب له، أو يُشبه وقع ذلك اليوم على نفسية الكاتب، فنحن اعتدنا أن نقرأ في بداية الأسبوع مقالاً جاداً وحاد الملامح وذا نفسية متأهبة للغضب والنوم معاً، ومقالاً وسط الأسبوع يأتي ناقداً أقرب للتشفيّ، وفي اليوم الذي يليه تخفت لغة التشفّي لتقترن السخرية بالنقد، وهكذا حتى يأتي مقال نهاية الأسبوع مرحاً بشقاوة لذيذة وكأنه كُتب من على «مراجيح» طفل في يوم ممطر، وكأنك تشعر أثناء القراءة ببقايا آثار «الكاكاو» على أطراف المقال، وتنظر من خلاله إلى «بالونات» الألعاب وهي تطير في الهواء وتحرّضك على مطاردتها، الآن أكتب مقال السبت، أي أنني حسب المقدمة السابقة لا بد أن أكتب مقالاً «لذيذاً»، وعلى اعتبار أن القارئ السعودي أصبح مخضرماً «كل الشعب السعودي مخضرم باعتبار أنه عاش في فترة عندما كان السبت بداية الأسبوع والفترة الثانية والسبت هو نهاية الأسبوع»، ولا أعلم لماذا ربطنا القراءة بأيام العمل الرسمية، هل لأن القراءة ارتبطت في أذهاننا منذ الصغر بالدوام، رغم أن المفترض هو العكس تماماً، ففي أيام العمل الرسمي لا يجد القارئ وقتاً للقراءة، على الأقل قراءة الصحف، وفي أيام الإجازة يجد القارئ فرصة للقراءة الحُرة، بعيداً عن قراءة التعاميم المكررة، واستعراض المسؤولين لإنجازاتهم السابقة (لا أُخفي عليكم أن كلمة «استعراض» تستفزني جداً، ربما لارتباطها في ذهني بما يفعله الدرباوية)، أو قراءة وعود المسؤولين للإنجازات التي ستحصل في العام القادم، فالمسؤول لدينا، خاصة المسؤول عن جهة خدمية تمس حياة الناس بشكل مُباشر يكون دائم الهروب لوعود المستقبل، فالماضي لا يشفع له بأن «يستعرض كثيراً»، فنحن نعترف دائماً أن الماضي عابه سوء التنفيذ، والحاضر يعاني «تعثراً» مستمراً، ولهذا نمارس الهروب للأمام أو ما نتوهم أنه الأمام وهو في الحقيقة هروب لمجرد الهروب، أي دون اتجاه معين، لكننا اعتقدنا أن مجرد الوعود للمستقبل تعني هروباً للأمام، فنحن حتى هروبنا لا يمس «التكتيك» بصلة، فحقيقة نحن نهرب من كل شيء، من الأسبوع ومن القراءة، ومن الإنجاز، نحن شعب مؤجل بامتياز!