بحث رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، مع الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في بغداد، نيكولاي ملادينوف، دور البعثة الأممية في العراق وإمكانية الحل السلمي للأزمة السورية، فيما أكدت وزارة الخارجية العراقية أن بغداد لم تنحَز إلى أي طرف في النزاع السوري. وفيما دعت الخارجية العراقية إلى الامتناع عن التدخل في الشأن السوري، حذرت من إرسال الأسلحة إلى المجاميع السورية المسلحة، مبديةً خشيتها من تشكيل حكومة مقبلة في سوريا تتسم بالغموض وتسيطر عليها القاعدة. وذكر بيانٌ لمكتب نوري المالكي، تلقت «الشرق» نسخة منه أمس، أن رئيس الوزراء أكد خلال لقائه المبعوث الأممي الجديد أن «العراق جزءٌ من المنطقة ويتأثر بما يحدث فيها خصوصاً ما يخص الأزمة السورية». وقال المالكي إن «جهودنا لا تزال تُبذَل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ولتجنيب سوريا والمنطقة مزيداً من الكوارث في حال استمرار الأزمة وذهابها في اتجاهات التطرف». من جانبه، أوضح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أن مهمته تقتضي تقديم الدعم والمساندة للعراق في بناء مؤسساته ومواجهة التحديات الأمنية وتطوير الكوادر العراقية، وشدد على أن الحل في سوريا ينبغي أن يكون سياسياً وليس عسكرياً، داعياً إلى تضافر الجهود من أجل الوصول إلى هذا الحل. وكان ملادينوف الذي شغل منصب وزير خارجية بلغاريا، وزار العراق ضمن وفدٍ من الاتحاد الأوروبي، عُيِّن من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ممثلاً خاصاً له في العراق خلفاً لسلفه مارتن كوبلر. في سياقٍ متصل، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري، في كلمةٍ له خلال ندوة أمام مجلس العلاقات الخارجية على هامش مشاركته في الاجتماع الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن «العراق لم ينحَز إلى أي طرف في النزاع الدائر في سوريا». وأضاف زيباري «نحن نأسف إزاء أي جهد يُبذَل لإرسال أسلحة لأي طرف من أطراف الحرب الدائرة في سوريا»، مبيِّناً «أن هذا الأمر من شأنه أن يزيد من حدة الصراع فقط ويعرقل من الجهود للتوصل لتسوية توافقية». وتابع «طالما أن هناك غموضاً من أن أي حكومة مقبلة مشكَّلة من أفراد المقاومة لن تكون مسيَّرة من القاعدة أو جبهة النصرة، فنحن نعارض تقديم معونات عسكرية لأي مجموعة مقاومة مسلحة»، مشيراً إلى أنه «ليس في إمكاننا التفكير في أي تطورات أخرى محفوفة بالمخاطر على أمننا مثل التفكير في ظهور حكومة تسيطر عليها القاعدة على حدودنا». ولفت زيباري إلى أن «تقارير المخابرات الغربية تفيد أن ما يقارب 10 آلاف مقاتل أجنبي التحقوا بالحرب الأهلية الدائرة ضد نظام بشار الأسد».