أكدت السيدة كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، أهمية دور آسيا، وخاصة الصين، في تحقيق التعافي الاقتصادي العالمي. وقالت السيدة “لاغارد” في كلمة ألقتها أمام منتدى التمويل الدولي في العاصمة الصينية بكين إن بزوغ نجم آسيا في الاقتصاد العالمي هو بحق قصة النجاح الاقتصادي الفارقة في العصر الحديث. ولذلك فليس من المستغرب أن تكون آسيا اليوم هي القوة الدافعة نحو التعافي العالمي. وأشارت بالتحديد إلى إنجازات الصين في تحقيق نمو بمتوسط 10 % سنويا والنجاح في انتشال نصف مليار مواطن من براثن الفقر على مدار العقود الثلاثة الماضية؛ وأضافت أنه “لا عجب إذن أنني عندما أزور هذه المنطقة، يغمرني الشعور بالأمل والتفاؤل تجاه المستقبل.” وقالت السيدة لاغارد إنه “في عالمنا الذي يزداد ترابطا يوما بعد يوم، لا يمكن أن يسير بلد أو منطقة في مسار منفرد، فنحن مرتبطون بمصير مشترك من النجاح – أو الفشل – على الصعيد الاقتصادي.” وأضافت أن على البلدان المتقدمة مسؤولية خاصة في سن سياسات لاستعادة الثقة ورفع النمو. وقالت إنها تشعر بالتفاؤل تجاه الإطار الذي اتفق عليه قادة منطقة اليورو في 26 أكتوبر الماضي وأقرته مجموعة العشرين في قمة “كان”.ودعت السيدة لاغارد الاقتصادات المتقدمة إلى تحقيق التوازن الملائم في سياسة المالية العامة والسياسة النقدية لتشجيع الاستقرار والنمو، والتقدم في وضع سياسات هيكلية تكفل تعزيز التنافسية وتوظيف العمالة، وتقوية التنظيم المالي بما يجعل القطاع المالي أكثر أمانا ويعيده إلى العمل لصالح الاقتصاد العيني. عملية الموازنة الصعبة وانتقلت السيدة لاغارد إلى الحديث عن آسيا، مشيرة إلى عملية الموازنة الصعبة التي يتعين إجراؤها : “فعلى البلدان أن تستعد لمواجهة أي عاصفة قد تصل إلى شواطئها، ولكن بعضها يواجه ضغوطاً مستمرة يفرضها النشاط الاقتصادي المحموم، بالإضافة إلى المخاطر المحيطة بالاستقرار المالي بسبب الأوضاع المالية التيسيرية التي طال بقاؤها.” وأشارت على البلدان الآسيوية بأن تسارع بالتحرك وتغيير المسار إذا ازداد تدهور البيئة الاقتصادية العالمية قائلة إن “صناع السياسات يمكنهم، على سبيل المثال، تخفيف الكوابح المالية، والسحب من الاحتياطيات أو ترتيبات تجميع الاحتياطيات على المستوى الإقليمي، وإعادة تفعيل خطوط تبادل النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية.” وأضافت أن البعد الاجتماعي مهم للغاية وأنه “في صدارة تفكير قادة آسيا. وقد بُذَِلت جهود هائلة في هذا الخصوص ولا تزال متواصلة لبناء شبكات أمان اجتماعي أفضل وتوجيه مزيد من الاستثمارات إلى قطاعات التحتية والصحة والتعليم.” كذلك أعربت السيدة “لاغارد” عن اعتقادها بأن الصين تسير على الطريق الصحيح — كما توضح خطتها الخمسية الشاملة الثانية عشرة، من حيث تقليل مواطن الضعف المحلية وإعادة توجيه الاقتصاد نحو الاستهلاك المحلي. ومعرض الحديث عن سياسة المالية العامة، قالت إنه “إذا تدهورت آفاق النمو تدهوراً شديداً، يمكن أن تصبح السياسة المالية العامة هي خط الدفاع الأول، في حالة وجود حيز مالي واسع وقدرة على تعبئة الموارد بسرعة.” الصين على طريق إعادة التوازن وإذ أشارت السيدة “لاغارد” إلى ما حققته الصين بالفعل من تقدم جيد على طريق إعادة التوازن، قالت إن “الوقت حان للانتقال من الاعتماد على الصادرات والاستثمار إلى التركيز على “الاستهلاك” بما ينطوي عليه ذلك من زيادة دخول الأسر والتوسع في شبكات الأمان الاجتماعي.” وأضافت أن إصلاح النظام المالي أمر مهم وأنه “كما قلنا من قبل، تحتاج الصين أيضا إلى رفع سعر الصرف بالقيمة الفعلية الحقيقية.” وأكدت أيضا أهمية إصلاحات حوكمة الصندوق في إعطاء صوت أكبر للأسواق الصاعدة والبلدان النامية، قائلة إن “إحدى نتائج الإصلاحات التي أجريت في نظام الحوكمة هي ن الصين أصبحت من البلدان الثلاثة صاحبة أكبر الحصص في الصندوق. لذلك فإن الصين عضو مهم للغاية في الصندوق وهو مركز ملائم تماماً، نظراً لدورها الحيوي في الاقتصاد العالمي.” وقالت السيدة لاغارد إن “الصين عادت لتتصدر المشهد العالمي وتساهم بدور حيوي اليوم وفي المستقبل.” آسيا | الصين | صندوق النقد الدولي | كريستين لاغارد | منتدى التمويل الدولي