تخصص بلدان العالم يوماً للاحتفال بالعيد الوطني ك«الاستقلال أو التحرير أو الثورة..» إلى غيرها من المسميات، وفي بلادنا «يوم وطني» كان يقتصر للاحتفاء به على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والأخيرة تحشو صفحاتها بتلك المناسبة بمواد معلبة وأخرى مدفوعة الثمن. في السنوات الأخيرة شاع «وسم اليوم الوطني» وارتبط بيوم إجازة لأجهزة الدولة والمدارس والجامعات وشركات ومؤسسات القطاع الخاص الأمر الذي جعل منه يوماً محسوساً وملموساً. أشك أن تلاميذ المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية يدركون معنى اليوم الوطني وما يحمله من نبل ومقاصد ترسخ للأجيال ما صنعه الموحد العظيم من إنجاز تاريخي غير مسبوق بأن وضع بلادهم على خارطة العالم وأخرجها من غياهب الضياع والتشرذم وفقدان الأمن والأمان وانتشار السطو والسرقة «ما كان يسمى بالحنشل!» لقد كانت بلادنا منسية حتى من دول الجوار، بينما الدول من حولنا ترفل بالنعيم المقيم، وأجدادنا ومعهم الآباء يجفرون الصخور بأيديهم بحثاً عن ماء يروي ظمأهم وينبت زرعهم ويشبع ماشيتهم، وكان ذلك قبل أن تفد الآلات في أعقاب مد مظلة الأمن وبزوغ نور ثروة البترول. لعلنا نستعد من الآن للأول من الميزان في السنة القادمة بمشيئة الله ونضع ضوابط تحفظ لليوم كرامته، ولطالبي الثقافة تعليمهم وتثقيفهم، وأن تفتح القاعات والصالات المغلقة لعرض أفلام مستوحاة من واقع بلادنا كيف كان قبل 200 سنة تقريباً وخلال 100 سنة فقط وهي بالمناسبة لا تعد في أعمار الدول والشعوب والحضارات، أتمنى صادقاً أن تنبري الجهات المسؤولة للاستعداد وعلى رأسها بالطبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والجمعية السعودية للثقافة والفنون. حفظ الله بلادنا من كل مكروه.