تبدأ قوة أمنية مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي انتشارها اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد أبرز معاقل حزب الله، حيث ستقيم حواجز لتفتيش المارة والسيارات، بحسب ما أفاد وزير الداخلية مروان شربل. وقال شربل إن «قوة قوامها نحو 800 عنصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، ستبدأ انتشارها بعد ظهر اليوم في الضاحية الجنوبية». وأضاف أن «مهمتها الأساسية ستكون تفتيش السيارات المشبوهة والأشخاص المشبوهين وحماية المواطنين الموجودين في المنطقة، وألا يقف على الحواجز أحد غير الأجهزة الأمنية» الرسمية. مصطفى علوش وقال النائب السابق في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل مصطفى علوش ل «الشرق»: إن هذه الخطوة لا تشكل هزيمة لحزب الله الذي يريد أن تكون كل الدولة اللبنانية تحت سلطته ويتحين الفرصة لذلك، وهذا ما صرح به أمينه العام أكثر من مرة في خطاباته. واعتبر علوش أن حزب الله لا يهزم على مراحل فإما أن يهزم دفعة واحدة أو لا يهزم. وأضاف النائب أن دخول القوى الأمنية إلى الضاحية جاء بالتوافق التام مع حزب الله، فكل شيء متفق عليه من الأماكن إلى الأولية والتشكيلات الأمنية والعسكرية وحتى العناصر، ووصف علوش أن ما سيحدث اليوم هو وجود الأمن الرسمي تحت رعاية حزب الله، وهو اتفاق على عمل أمني في أماكن وجوده، وسيكون نشاط هذه الأجهزة الأمنية بالاتفاق مع القيادات الأمنية لحزب الله، وأكد علوش أن هذا الاتفاق هو الأسوأ لأنه وضع القوى الأمنية بشكل مباشر تحت سلطة حزب الله، وتقوم هذه القوات الأمنية والعسكرية بإدارة عملية أمنية تحت سلطة الحزب، معتبراً أن هذه الخطوة هي سابقة خطيرة في العمل الأمني الرسمي بأن يكون تحت سلطة حزب. وأضاف علوش أنه رغم مساوئ هذا القرار الحكومي إلا أنه لم يؤخذ إلا بعد ضغط إعلامي وشعبي كبير على الحكومة، جراء الاحتكاكات بين هذه المليشيات والمواطنين اللبنانيين على الحواجز التي أوجدتها هذه المليشيات في الضاحية والمناطق التي تحيط فيها، وأوضح علوش أن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل القوى الأمنية إلى الضاحية، لكنه أضاف أنها في كل مرة تكون تحت رعاية الحزب، وأكد أن دخول القوى الأمنية للضاحية ليست تراجعاً لحزب الله عن مقولة أمنه الذاتي، بل هي خطوة التفافية على الغضب الشعبي من محاولاته هذه، ويبقى كل شيء معلقاً بانتظار تغيير الوقائع الأمنية والسياسية، التي دفعته لهذا القبول.