أوضح عضو التعليم الأهلي في غرفة المنطقة الشرقية الدكتور خالد الشمري أن قرار اشتراط مؤهل «البكالوريوس التربوي» للحصول على «رخصة التعليم لرياض الأطفال»، سيؤدي إلى تسريح الآلاف من معلمات رياض الأطفال من حملة الثانوية العامة، ذوات الخبرة من عامين إلى عشرة أعوام، مضيفاً أن هذا القرار لن يستحدث فرص عمل جديدة، وسيؤدي إلى عملية إحلال مفروضة على المدارس دون تدرج زمني، يعطي المعلمة والمدرسة فرصة لمعالجة الآثار السلبية للقرار. وأكد الشمري أن القرار لا يقدم حلولاً ميسرة لمن سيتم تسريحهن من المعلمات للحصول على تأهيل جامعي يُمَكِّنُهُّن من الدراسة وهنّ على رأس العمل، بحيث تجمع المعلمة بين الخبرة الطويلة والتأهيل العلمي، ونوه الشمري إلى أن الخسائر المادية لهذا القرار تشمل المدارس والمعلمات، وسيؤثر سلبيا على نسبة السعودة، مضيفا أن الآثار السلبية لهذا القرار وغيره من القرارات غير المدروسة، بدأت تظهر من خلال انسحابات ملحوظة للأطفال على مستوى أغلب المدارس بسبب ارتفاع كلفة تشغيل رياض الأطفال، وارتفاع الرسوم، مؤكداً أنه سبق وأن كشف عضو مجلس إدارة غرفة الرياض ورئيس لجنة التعليم الأهلي فيها عثمان القصبي، عن 260 مدرسة أهلية من المدارس الصغيرة مهددة بالإغلاق في الرياض وحدها؛ نتيجة عجزها عن مواجهة الأعباء المالية التي تترتب على قرار رفع رواتب المعلمين السعوديين، في حين طالب ملاك المدارس بإعفائهم من سداد أقساط «بنك التسليف» لمدة عامين حتى يتمكنوا من حل أزمتهم في المستقبل. وقال الشمري إنه على الرغم من أهمية مرحلة رياض الأطفال، إلا أن نسبة الأطفال السعوديين الملتحقين بها إلى الفئة العمرية المماثلة من السكان لاتزال في حدود 10%، والمعدل العام للدول العربية في حدود18 %، ويتوقع في نهاية خطة التنمية التاسعة(35/1436) أن تصل نسبة الالتحاق برياض الأطفال إلى نحو 16% من الأطفال في العمر المماثل، لتصل أعداد الأطفال المقيدين في رياض الأطفال إلى نحو 156 ألف طفل، وأعداد رياض الأطفال إلى 1818 روضة، وأعداد المعلمات إلى 10.2 ألف معلمة، ومن المعلوم أن وزارة التربية والتعليم لا توفر مدارس رياض أطفال مجانية وكافية لعموم أطفال المواطنين، مبينا أن الوزارة تشجع على افتتاح رياض الأطفال الأهلية لسد عجزها عن توفير خدمة ضمن نطاق مسؤولياتها المباشرة، وقد استهدفت الوزارة في خطتها العشرية الوصول في عام 1435ه إلى نسبة نمو في التعليم الأهلي، بحيث تصل إلى 25%، وهو ما لم يتحقق حتى وقتنا الحالي، وبلغ أعداد الأطفال 117 ألفا و653 طفلا، وأعداد المدارس 1667 روضة حتى عام 31/1432ه علما بأن رياض الأطفال الأهلية تستوعب حاليا ما نسبته51% من الأطفال المقيدين في رياض الأطفال بالمملكة، بينما اقتصرت رياض الأطفال الحكومية على أبناء منسوبات التربية والتعليم في الغالب دون غيرهم، وبهذا يتضح اتساع الفجوة بين الواقع الحالي، وما يتطلع إليه المجتمع، بحسب التقرير الإحصائي الموجز عن تعليم البنين والبنات في المملكة.