اختبار القياس وُضع لكي يقيس مستوى قدرات وإبداع الطالب، ولكن الواضح أنه أصبح حجر عثرة في طريق دراسته الجامعية، إذا كان هدف اختبار قياس هو تطوير مهارات الطالب وظهور إبداعه في الرياضيات واللغة العربية، لماذا يكون الاختبار بمقابل مالي؟ بعض الأسر لا تستطيع دفع المبالغ مما يعرض أبناءهم لضياع مستقبلهم نتيجة اختبار يدعى قياساً، كما أن أسئلة القياس يطلق عليها أسئلة من صنف (عجيب)، أسئلة الاختبار لا تمت بصلة لما درسه الطالب طوال جلوسه في مقاعد المدرسة، كما أن الطالب ذا التخصص العلمي يجد بين جنبات الاختبار أسئلة مختصة باللغة العربية، وهذا ما يدعو إلى الاستغراب، طالب علمي ويدرس المواد العلمية بعمق مع دراسة اللغة العربية ولكن ليس بمستوى المواد العلمية، وطالب ذهب إلى القسم العلمي لرغبته في الذهاب إلى صفوف الجامعة في تخصص علمي، ينصدم طموح الطالب لدراسة تخصص علمي في الجامعة باختبار القياس الذي نصف أسئلته مختص باللغة العربية مما يجعله يحصل على درجة ضعيفة في اختبار القياس ومن ثم يذهب للجامعة في تخصص لا علاقة له بطموح الطالب العلمي، عراقيل القياس كثيرة؛ فهو اختبار يتم وضع أسئلته دون ضوابط ومعايير معينة، كما يغيب عن اختبار القياس أسئلة الكيمياء والفيزياء وما شابه ذلك، فكان من باب أولى أن يختبر الطالب في التخصص الذي يريده في الجامعة، وأن تكون أسئلة القياس تحاكي ما درسه في الثانوية من مواد، ولا يُؤتى بأسئلة لم يتعود عليها الطالب خلال دراسته في الثانوية، مثال: تعوّد الطالب أن يعرب جملة معينة في كتاب القواعد، وأن يحفظ نصوص الشعر في كتاب الأدب، وكان جميع ما يتعلق باللغة العربية يختص بمادتين (القواعد، والأدب)، يأتي اختبار القياس ويختبره في مرادفات الكلمات العربية، ولا يسأله فيما درسه من لغة عربية؛ فالاختبار يسأل أسئلة بعيدة كل البعد عما درسه الطالب سواء في القسم العلمي من الاختبار أو النظري. نرجو من الجهات المختصة أن تجعل اختبار القياس مجانياً؛ فالأسرة السعودية تواجه متطلبات فوق طاقتها، كما أن بعض الأسر لا تستطيع دفع قيمة اختبار القياس، وأن يراعي القياس طموح الطالب، ويتم وضع الأسئلة بناء على رغبة الطالب العلمية، وأن تكون الأسئلة من عمق ما درسه في الثانوية، ولا يُؤتى بأسئلة لا علاقة لها بالطالب لا من قريب ولا من بعيد.