ينصح اليابانيون بتجرع أربع كأسات من الماء مع الاستيقاظ الصباحي؛ فهي والحمام طهور من الخارج والداخل. وأنا أضيف لذلك الرياضة الصباحية؛ فهي تنعش الجسم بقية اليوم والليلة. فإذا برمج الإنسان نفسه على استيقاظ مبكر، وطعام معتدل، ومواظبة على المطالعة وتعميق الثقافة، ورياضة متتابعة وتفقد مؤشرات البدن، وانتباه للصحة مع أي علة؛ عاش طويلاً صحيحاً سعيداً منشرح النفس، فإذا أضيفت لها سعة الرزق، والزوجة الصالحة، والبيت الواسع، والمركب الهنيء، والأمان الاجتماعي، والطمأنينة الروحية وتجليها على النفس بممارسة العبادة والتأمل وقراءة القرآن على شكل دوري -وهو أمر أفعله أنا شخصياً، فأختمه خارج رمضان، وفي رمضان، ويفتح الله عليّ من شآبيبة الرحمة وأذواق المعاني ما تنتعش به الروح وتطرب- أقول حقق جنة أرضية يعيش فيها بسلام، تذكره وتشجعه لجنة عرضها السموات والأرض. كثيرون ممن يسقطون صرعى المرض، وأصعبها ما جاء مثل جني سندباد؛ فجثم على الظهر وتدلى برجليه، مثل مرض السكر والفشل الكلوي، فهي ليست حالة تمر عارضة، بل تجلس وتنهك وتقود البدن من علة لعلة، فيكون بالسكري ليدخل في الفشل الكلوي، فليحذر الذين يخالفون عن الصحة من عقاب وخيم. أذكّر جيداً مواجهة المريض بحقيقة المرض، وعلى كل واحد منا أن يكون شجاعاً في مواجهته، ومنها مشكلة الفشل الكلوي. حين دخل عليّ ذلك المريض الفلسطيني، لا أنساه، فقد صارحته بأنه لا مفر أمامه من الغسيل الكلوي! تردد بعض الشيء! ثم دخل المشفى من أجل العملية الجراحية، والاستعداد للغسل الكلوي المتكرر مثنى وثلاث ورباع كل أسبوع. في يوم الخميس سألتُ عنه، قالت الممرضة لقد اختفى! سألت ابنه، قال لم يصدق أن يكون مريضاً بمثل هذا المرض. إنه يشعر أنه على ما يرام. نحن في الطب نسمي مراحل المرض المعاوضة وكسر المعاوضة. المرحلة السريرية وهي تعني دخول المشفى للعلاج، وهي المرحلة النهائية لانكسار المرض. هرب مريض الفشل الكلوي، وحاول إقناع نفسه أنه على ما يرام. سمعتُ لاحقاً أنه مات باختلاطات الفشل الكلوي، عليه رحمة الله.