كشف السفير الفلبيني لدى السعودية عزالدين تاجو في حوار خاص مع «الشرق» عن خطة لفتح مجال الابتعاث في مجال الطيران والأبحاث الزراعية للطلبة السعوديين في الفلبين، وأكد أن هنالك اتفاقية شبه منتهية لمسودة تعاون أمني لتسليم السجناء لافتاً إلى عدم وجود أي سجين سعودي في الفلبين. وأوضح أن المبادرة التي تبنتها المملكة ينتظر ان تسلم من الفلبين قريبا، مبيناً أن رعايا الفلبين يتلقون المعاملة المثلى من المجتمع السعودي، وأن المملكة أفضل بلد لعملهم لعدم وجود ضرائب، مشيراً إلى أن ذلك ينعكس إيجابياً على الجانب الاقتصادي للفلبين من خلال التحويلات. وأبدى تاجو إعجابه بالعسل العسيري والضيافة والمجسمات التراثية مشيراً إلى أن ما لفت انتباهه عمل النساء السعوديات في سوق الثلاثاء الشعبي بأبها الذي وصفه بالممتاز، وأعرب تاجو عن سروره بما يلاقيه في المملكة واصفاً الحكومة السعودية والشعب بالكرماء..فإلى نص الحوار .. * - ماذا عن فرص الابتعاث الجديدة التي تنوي حكومة الفلبين فتحها أمام السعوديين؟ - نحاول جاهدين أن نفتح مجالات دراسة جديدة لمبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي بدأ منذ حوالي عامين، ولدينا عدد من المجالات أهمها مجال الطيران، حيث لدينا مدارس طيران ممتازة إضافة إلى وجود مجال للأبحاث الزراعية وهو مجال مميز في الفلبين التي عرفت بالزراعة وأمطارها المستديمة ونسعى من خلال ذلك إلى جلب استثمارات زراعية سعودية داخل الأراضي الفلبينية، كما أن الابتعاث سيكون متاحاً باستيعاب أكبرعدد في الجامعات الحكومية والخاصة. * - قدمت الفلبين كوادر مميزة في التمريض للعمل في المملكة منذ سنوات، هل هنالك خطة لإيفاد أطباء فلبينيين للعمل في المستشفيات، وهل تلقيتم طلبا بذلك؟ - نعم هنالك طلب كبير على الأطباء والممرضين الفلبينيين وأعتقد أن الحاجة لهم في المملكة ستزيد مع مشروعات التوسع في المدن الصناعية والاقتصادية ومشروعات الإسكان ولدينا تخصص يبرع فيه الفلبينيون وهو طب الأسنان، وهنالك العديد من طلاب من الدول الأخرى يدرسون هذا التخصص في الفلبين حتى أن الممرضين والممرضات الذين يعملون في هذا التخصص يقومون بعمل الطبيب لكفاءتهم ومهنيتهم. * - هل هنالك فرص استقدام لمهن جديدة باختلاف المهن الموجودة منذ السابق في السوق السعودية؟ - نعم هنالك مهن موجودة منذ فترة طويلة ويعمل بها العديد من الفلبينيين مثل السائقين والممرضين والممرضات وغيرهم، ولكن الجديد هو فتح مجال الاستقدام بشكل أوسع في المجال التقني، خصوصا مع المشروعات الضخمة التي تنفذ الآن وستنفذ مستقبلا في السعودية، خصوصا الإسكان والمدن الاقتصادية. * - ماذا عن الفرص السياحية والتوسع فيها أمام الزوار والسياح السعوديين؟ -الفلبين بلد سياحي ويمتلك طبيعة خلابة، ولكن المشكلة تكمن في البيئة التحتية السياحية، حيث لدينا حوالي سبعة آلاف و100 جزيرة يصعب التنقل فيها، ونسعى إلى مشاركة سعودية في هذا المجال، ويزورنا العديد من السياح السعوديين ولكنهم ليسوا بالمستوى الطموح والرقم المأمول أكبر من الحالي، ومن أجل ذلك خصصنا شركة مسؤولة عن السياحة في دبي لتعريف الخليجيين والسعوديين من خلال اللغة العربية بالسياحة في الفلبين ومقوماتها ونتطلع إلى ارتفاع الرقم مستقبلا. وهنالك سياح يأتون من الفلبين إلى السعودية ولكنهم بأعداد قليلة ومعظم زياراتهم للحج أو للعمرة. * - هل لديكم خطط لاستثمار رجال الأعمال السعوديين في الفلبين؟ - نعم لدينا العديد من المحاولات من خلال الغرف التجارية وزياراتها المتكررة ومن خلال رجال أعمال للتعريف بالفرص الاستثمارية في الفلبين والآن نتطلع للنتائج. * - هل لديكم مسودة اتفاق أمني مع المملكة فيما يخص جانب السجناء؟ - هنالك موضوع تحت الإجراء وأعترف أن الموضوع موجود في الفلبين حاليا ويخص اتفاقية تبادل السجناء مع العلم بأنه لا يوجد أي سجين سعودي في الفلبين، وهذا يساعدنا بطبيعة الحال والمبادرة جاءت من المملكة ونسعى إلى انتهاء هذه الاتفاقية، وننتظر إنهاءها وتسليمها إلى الجانب السعودي وأعتذر عن الجرائم التي تحدث من الفلبينيين في المملكة. * - هل وردتكم شكاوى من الرعايا الفلبينيين في المملكة عن سوء معاملة أو قضايا تخص الكفلاء السعوديين من أفراد وشركات؟ - هنالك قضايا بسيطة ما بين الكفلاء وبعض الرعايا ونحلها بشكل سريع ويوجد لدينا حوالي 674 ألف فلبيني حسب إحصائيات وزارة الداخلية. أما المشكلات فهي عادية ولا توجد أية قضايا سوء معاملة، وهنالك من قضى حوالي ربع قرن والعديد منهم مبسوطون فرحون وأشكر الحكومة السعودية والشعب السعودي على هذه المعاملة الحسنة. والحقيقة أن الفلبينيين يفضلون العيش في المملكة لوجود بيئة خصبة لإدخار المال وعدم وجود ضرائب إضافة إلى أن التحويلات إلى العائلات تسهم في دعم الاقتصاد الفلبيني وتنمية التعليم وهذه أمور مشجعة جدا ويسعدون بها. * - هل يقلقك ازدحام الرياض خلال الحياة اليومية؟ - ازدحام الرياض أخف وطأة من الفلبين لذلك تعودت عليه كثيرا، هذا بالإضافة إلى أنني تعودت العيش في المملكة، فقد درست الابتدائية في جدة ووالدي كان يعمل في جامعة الملك عبدالعزيز وبعدها انتقلت ودرست في مصر وعدت إلى جدة، وكان والدي يعمل في جدة قنصلاً عاما وتعودت على أجواء السعودية وزرت العديد من المدن المختلفة وكنت أود أن آكل الوجبات الشعبية بأبها، ولكن الجالية الفلبينية أخذتني إلى بوفيه وحرمتني من الأكل الشعبي الذي كنت مشتاقا إليه. * - هل صحيح أنك درست في الأزهر؟ وماذا عن إجادتك للغة العربية وإسلامك؟ - مع الأسف لم أدرس في الأزهر وأمي مصرية ووالدي مسلم من جنوب الفلبين، وقدمت إلى جدة منذ أن كان عمري حوالى سبع سنوات وتعلمت العربية ولي في السعودية حوالى 15 عاما تدرجت من خلالها في وظائف مختلفة في السفارة ووصلت إلى درجة سفير في سبتمبر الماضي وأنا مسلم والحمد لله والجالية الفلبينية أكثر الجاليات دخولا للإسلام وأتابع بشكل كبير دخول أعداد من الفلبينيين إلى الإسلام وهذا مؤشر جيد. * - هل لديكم مختصون يتابعون الجاليات ويرفعون لكم بمتطلباتهم وهموهم؟ - نعم هنالك متطوعون ونحن على تواصل معهم.