أشارت «الوطن» أمس الأول إلى أن جامعة طيبة حصلت على أربعين تأشيرة لاستقدام أكاديميين وأكاديميات من كندا لتدريس تخصصات اللغة العربية، وخمس تأشيرات لاستقدام أساتذة جامعيين في تخصص الدراسات الإسلامية من بورما!! جامعة الملك خالد تمارس هذا الأمر أيضاً، وتحديداً في كلية التربية التي بها نسبة كبيرة من الأساتذة الأجانب لتدريس مختلف التخصصات، ويبدو أن المتحدث باسم الجامعة الذي نفى هذا الكلام قبل فترة؛ لم يشاهد ملفات السعوديين وطلباتهم المتكدسة لدى كلية التربية، وتذمرها من عدم وجود شواغر للسعوديين. يبدو أيضاً أن خمسين سنة من التعليم الجامعي ومئات المبتعثين لم يغطوا عجز جامعاتنا عن التعاقد مع الأجانب، وأننا سنبقى بلد الاستقدام الأول في كل شيء؛ لكن أن نأتي بمتعاقدين من كندا لتدريس تخصصات اللغة العربية فهذا أمر مستفز، خصوصاً أن هؤلاء هم من إخوتنا العرب الذين أخذوا الجنسية الغربية، ويتموضعون لانبهارنا بها بشكل جيد!! أقدر الجامعة التي تستقدم أساتذة جامعيين من كندا لتدريس الطب، ومن أمريكا وبريطانيا لتدريس الهندسة؛ أما أن يتعاقدوا معهم لتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية فهذا يعني أن جامعاتنا تعترف ضمناً بسوء وتردي مخرجاتها، وأن هؤلاء غير جديرين بالتدريس في الجامعات التي تخرجوا فيها!! أين آلاف الخريجين من جامعة طيبة في تخصصات اللغة العربية؟ وأين الخريجون من جامعة الملك خالد؟ هل هم أيضاً نصف استواء ومتردون إلى درجة أن تقوم الأخيرة بالتعاقد مع أشقاء عرب لا تعترف بهم جامعاتهم أصلاً؟ هذا العجز الذي يُسد بكندي لتدريس اللغة العربية وببورمي لتدريس الدراسات الإسلامية هو نافذة فساد يجب سدها فوراً، وإن كنتم مصرين فحولوا المتخرجين حديثاً في الثانويات مباشرة إلى كندا وبورما كي يتأهلوا بشكل جيد، ومن ثم تعاقدوا معهم لتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ويا أيها الفساد والهدر المالي لقد طفح الكيل وما من مجيب!!!