قصفت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري مواقع الجيش الحر قرب بلدة معلولا ذات الأغلبية المسيحية في القلمون، وذكرت مصادر الجيش الحر أن الدبابات استهدفت فندق «السفير» الذي يتمركز في محيطه المقاتلون، وجرت اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد مدعومة باللجان الشعبية المسلحة الموالية من جهة وقوات الجيش الحر من جهة أخرى على أطراف البلدة، وأفاد ناشطون أن قوات الأسد استهدفت أيضاً دير مار سركيس في البلدة. يأتي ذلك بعد يومين من انسحاب الجيش الحر من البلدة بعد تحريرها خشية تدمير المدينة ومواقعها الأثرية وكنائسها من قبل النظام. ونقل المركز الإعلامي السوري في القلمون أن النظام استقدم حشوداً عسكرية ضخمة في محيط معلولا بالإضافة إلى ما يسمى اللجان الشعبية التي جند عناصرها من الشبان المسيحيين، كما عُزِّزت هذه العناصر بآليات عسكرية تحمل رشاشات الدوشكا. وحذَّر ناشطون من أن النظام يريد أن يضفي على الصراع طابعاً دينياً ويقحم المسيحيين فيه، عبر تجنيد شبانهم للدفاع عن بلداتهم ومناطقهم في مواجهة الجيش الحر، وقالوا «اثبتنا بالصور ومقاطع الفيديو أن مقاتلي الجيش الحر لم يتعرضوا لأي من المواطنين في البلدة وأماكن العبادة والمعالم الأثرية فيها، فيما انسحب المقاتلون من داخلها حفاظاً على أمن السكان المدنيين». وتوقَّع ناشط أنه في حال اقتحمت قوات الأسد البلدة ستقوم بعمليات تخريب الأديرة والكنائس وارتكاب مجازر في البلدة لإلصاق التهمة بالجيش الحر، في الوقت الذي يستعد المجتمع الدولي لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، وعبَّر عن خشيته من أن النظام يريد ارتكاب المجازر بحق المسيحيين في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بالعدول عن الضربة. وكان الائتلاف السوري أصدر بياناً قبل يومين أكد فيه أن الجيش الحر تمركز «لساعات قليلة على أطراف المدينة لم يقم خلالها بأي اعتداء على كنائس أو أديرة»، قبل الانسحاب «حفاظاً على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها». فيما أبدت رئيسة دير مار تقلا في معلولا، الأم بلاجيا سياف تخوفها من «عودة الوضع إلى ما كان عليه، لان الوضع كالجمر تحت الرماد». ونفت رئيسة الدير أن تكون المراكز الدينية تعرضت لأي اعتداء. وذكر المركز الإعلامي في القلمون أن قوات الأسد سيطرت أمس الأول على بلدة جبعدين القريبة لمعلولا، وأن اشتبكات عنيفة دارت في المنطقة في محاولة من قوات الأسد لتعزيز مواقعه حول بلدة معلولا ومنطقة القلمون بعد أن خسر فيها عدة مناطق، وذكر المركز أن التيار الكهربائي مقطوع عن المنطقة منذ أكثر من ثلاثة أيام.