خالد فيحان الزعتر خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تضمن الإقرار بالموافقة على التدخل عسكرياً في الأراضي السورية دون موافقة مجلس الأمن الدولي لكنه عمد في ذات الوقت إلى ربط الموافقة الأخيرة بموافقة الكونجرس الأمريكي لم تكن تلك الخطوة بمنزلة تراجع على هيئة حفظ ماء الوجه أو محاولة من الرئيس الأمريكي إلى خلق أعذار وعقبات أمام الخطوة التي اتخذها بشأن التدخل عسكرياً في الأراضي السورية، إذ إن هذه الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي التي يعلم أنها ليست مهمة بما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة ويعلم أيضا أنه في حال أقدم الكونجرس الأمريكي على الرفض فلن يكون هذا الرفض بمنزلة الفيصل النهائي ليست إلا كإجراء احترازي تأتي شافعة للرئيس الأمريكي باراك أوباما في حال تطورت الأوضاع في المنطقة جراء التدخل العسكري بحيث لا يتحمل المسؤولية وحده. من جهة ثانية، نجد أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يُذكر فيه الوقت المحدد لبدء العمليات العسكرية الأمر الذي جعل التدخل العسكري في الأراضي السورية غامضاً من جهة التوقيت وقد جاء ذلك من باب إعطاء مزيد من الوقت للمساعي الأمريكية لإيجاد حلفاء خاصة بعد رفض مجلس العموم البريطاني مشاركة بريطانيا في هذه العملية العسكرية علاوة على ذلك نجد أن دعم أستراليا للخطوة الأمريكية تجاه سوريا ما بعد خطاب الرئيس باراك أوباما خير دليل على ذلك. القول بأن التدخل العسكري في الأراضي السورية ما هو إلا ضربات عسكرية محدودة الغرض منها تضييق الخناق على النظام السوري وإجباره على الرضوخ إلى الحل السياسي أو أن تكون هذه الضربات بمنزلة مساندة للمعارضة المسلحة للتقدم على الأرض لإسقاط النظام قول بعيد عن قراءة الواقع أو يأتي كمحاولة لتبرير التدخل العسكري في الأراضي السورية، إذ إنه بمجرد وقوع صارخ واحد في الأراضي السورية فإن فرص الحل السياسي تتلاشى تماماً ويصبح من الصعب العودة إلى الخلف. أضف إلى ذلك أنه وبالنظر إلى التدخل العسكري في الأراضي الليبية إبان عهد الرئيس الراحل معمر القذافي نجد أنه لم يأخذ وقتاً مقارنة بالوقت الذي أخذه التدخل العسكري في سوريا ولم تكن هناك موجة تردد مع أن النظام الليبي آنذاك لم يقدم على استخدام السلاح الكيماوي مما يكون أمام التدخل العسكري في ليبيا كثير من العوائق إذ إن دلالة ذلك كله أن التدخل العسكري في الأراضي السورية لن يكون عن طريق ضربات عسكرية محدودة حتى وإن كان كذلك فإنه لن ينتج عنه إسقاط النظام السوري بقدر ما تكون حصيلته إدخال المنطقة في حرب إقليمية تبقى تكهناتها ونتائجها غامضة.