ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس أن الأزمة السورية أغرقت الإدارة الأمريكية في أتون صراع داخلي محموم، إذ أصبح واضحا بأن الضربة العسكرية ضد النظام السوري هي وحدها قادرة على إنقاذ مصداقيتها، في الوقت الذي يحذر الخبراء من تداعيات ردة فعل هذا النظام، كون بشار الأسد يمكن أن يستخدم السلاح الكيماوي مرة جديدة، الأمر الذي ينعكس سلبا على الولاياتالمتحدة في نهاية المطاف. من جهة أخرى، قالت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية أيضا إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد يواجه صراعا شديدا في مجلس النواب الذي سبق أن عارضه في العديد من القضايا. وأوضحت أن الرئيس قد وضع نفسه في عين عاصفة من المقامرة السياسية عندما وضع قرار مهاجمة سوريا بين أيدي الكونجرس. وإذا كان أوباما يتوقع المساندة من القادة الديموقراطيين والجمهوريين لناحية توجيه ضربة ضد النظام السوري، فإن هذه المساندة من جانب الأعضاء الآخرين في الكونجرس ليست مضمونة على الإطلاق. وبانتظار التصويت المتوقع خلال الأسبوع الذي يلي موعد التئام الكونجرس في التاسع من الشهر الجاري، سوف يواجه أوباما أياما صعبة من الجدل السياسي بخصوص الدليل القاطع على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، وجدوى الضربات العسكرية التي تحظى بتأييد دولي محدود. وفي إشارة إلى مدى هذا الصراع، قال السناتوران الجمهوريان اللذان سبق أن طالبا بتوجيه ضربة للنظام السوري، جون ماكين ولندسي غراهام، أنهما سوف يدفعان باتجاه موافقة الكونجرس على تدخل أمريكي أشد فاعلية مما يريد أوباما. وقالا في بيان مشترك صدر أمس: «نحن لا نستطيع الموافقة على ضربة عسكرية معزولة في سوريا لا تكون جزءا من استراتيجية شاملة قادرة على تغيير مجرى الأمور في ساحة المعارك، وعلى تحقيق الهدف الذي أعلنه الرئيس بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وإنهاء هذه الأزمة التي تشكل خطرا على مصالح أمننا الوطني». إلى ذلك، نشرت صحيفة «يو إس إي توداي» تقريرا أمس قالت فيه إن فصائل المعارضة السورية أعربت عن خيبة أملها الشديدة من إعلان الرئيس أوباما عن قراره بالحصول على موافقة مسبقة من الكونجرس على توجيه ضربة ضد النظام السوري. ونقلت عن العميد عبدالباسط سعد الدين القيادي في الجيش السوري الحر، قوله: «التدخل العسكري الأمركي يصب في مصلحة الشعب السوري، ونحن بحاجة إليه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. إننا بحاجة لتوجيه ضربات مباشرة ضد أهداف مهمة مثل المنشآت العسكرية من أجل إنقاذ حياة المدنيين». وأضافت الصحيفة إن معارضين سوريين آخرين عبروا عن غضبهم من قرار الرئيس الأمريكي الأخير، وقالوا إن عدم التدخل بعد التهديات التي صدرت مؤخرا، من شأنه ان يشجع الأسد على ارتكاب المزيد من الجرائم الجديدة.