مجرد التطرق لموضوع المرأة وحقوقها يصيب المجتمع بمس كهربائي، ويدخله في مهاترات لا طائل منها سوى هدر طاقاته والانحدار في سلم التحضر. لقد استنفدنا بسبب هذا الجدل المنطق والعقل وتفننا في ابتكار الغريب والعجيب من الحلول من أجل التأكد من عزل المرأة. وفي المعادلة اختزلنا جميع أمور حياتنا المصيرية فالتهينا بقيادة المرأة وكيفية تنقلها وشروط تواجدها وشكلها ولبسها، حتى حار علماؤنا ومفكرونا في كيفية التعامل مع الوضع. وقد تزامن هذا الهوس بالمرأة مع الطفرة النفطية المفاجئة، مما يدل على أنها ظاهرة مرتبطة بالرفاهية المادية المزيفة، فلم تكن قضية عزل المرأة محور الحياة أيام الفقر والعوز، بل كان طلب الرزق والأمان هما الأصل. وحرصاً على تجنيب المجتمع ويلات هذه المهاترات التي تنذر بتفتيت المجتمع وإضعافه، فإنني أجد الحل في تطبيق المثل الشعبي المصري القائل “شيل ده عن ده يرتاح ده من ده”، أي الفصل بين الجنسين بعازل، كما جاء في إحدى حلقات طاش ماطاش الكوميدية. حينها سيتمكن المجتمع من التركيز على أولوياته وترتيبها وأهمها الاقتصاد الذي تتسابق عليه الدول في سعيها المحموم لبناء اقتصاديات ضخمة ومجتمعات قوية قادرة على مواجهة التحديات العالمية المقبلة، لا محالة، وتبوُّؤ مكانة فاعلة في سدة صنع القرار العالمي والتأثير على الخارطة العالمية من أجل خدمة مصالحنا والدفاع عن مستقبل شعوبنا. لقد أضعنا الكثير من الجهد والمال والطاقات والعقول خلال العقود الماضية، وآن الأوان كي ننظر إلى الأمور بموضوعية وإخلاص، ونبتعد عن الشعارات الجوفاء. كما أن الفصل بين الجنسين سيمكن المرأة من ممارسة جميع حقوقها التي منحها الله، بدءاً بالحرية في التنقل والعمل والتعليم دون وصاية. وحينها ستتمكن من مزاولة أبسط حقوقها من قيادة السيارة حتى الجلوس على كراسي المقاهي الخارجية للاستمتاع بالهواء الطلق، بعيداً عن الاختناق خلف العوازل المعتمة الفيزيائية والفكرية اللاأخلاقية واللاعادلة.