أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أن استخدام السعودية منهج «الاعتدال» في تعاملها مع الإرهاب الذي طالها وأفقدها بعضاً من أبنائها أسهم في تقليل الخسائر واستعادة بعض المغرر بهم من خلال لجنة المناصحة، وقال خلال افتتاحه أعمال الندوة العلمية الأولى لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي تحت عنوان «منهج الاعتدال السعودي.. الأسس والمنطلقات»، إن السعودية «اعتمدت في تعاملها مع الإرهاب على منهج «الاعتدال» مع من غرر بهم، وذلك عبر طريق مفهوم المناصحة، لافتاً إلى أن هذا الأمر أسهم في تخفيف حجم الخسائر في الأموال والممتلكات والأفراد»، مشيراً إلى أن بلاده تتخذ من الاعتدال مرتكزاً في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة، وتتعامل به في كل قضاياها في الداخل والخارج بعيداً عن الغلو والتطرف. وأوضح الأمير نايف أن الاعتدال هو منهج المملكة العربية السعودية الذي قامت عليه منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز، وسار عليه أبناؤه، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكداً أن الاعتدال منهج ديني حثّ عليه الإسلام، وهو كذلك مطلب حضاري لتعايش الشعوب ونشر السلام في ربوع العالم، مبدياً في الوقت ذاته أسفه جراء انخفاض النشاطات الثقافية في الفترة الأخيرة من مؤسسات الدولة، وقال: «لوحظ في الآونة الأخيرة قلة النشاطات الثقافية من المؤسسات وقطاعات الدولة باختلاف الحال في السابق وأتمنى عودة تلك البرامج والمناشط الثقافية وتفعيلها ميدانياً أكثر من ذي قبل»، مشدداً على الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في سبيل مشاركة أجهزة الدولة في نمو وتسارع عجلة التنمية، مبيناً خضوعها لضوابط وإجراءات عملية ورقابية تضمن تأدية واجبها على الوجه المطلوب والمنتظر منها. وتطرق الأمير نايف إلى أن بلاده تعد الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعلن أحكاماً عرفية، كما لم تعمد إلى حظر التجول في الشوارع، بل هي دولة متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله، داحضاً مزاعم من يقول إن التمسك بالشريعة الإسلامية يتعارض مع التقدم والتطور، ومضى قائلاً: «هذا خطأ كبير لا يتفق مع الواقع، ونحن كدولة نعمل في كل الجوانب وفق ضوابط دينية وأخلاقية، فليعلم الجميع أننا في الجانب التقني والعملي كبقية دول العالم، أما في الجانب الثقافي فنحن أصحاب ثقافة فيجب أن نحافظ عليها». وطالب الأمير نايف بضرورة مراجعة وتصحيح العادات والتقاليد التي لا تتفق مع الواقع الحالي، وقال: «إن الفكر التكفيري يتعارض مع الإسلام، وقيادتنا وعلماؤنا ومفكرونا يرفضون هذا الفكر بكل الوسائل وشتى الطرق»، مفصحاً أن عملاً يجري حالياً على إعادة الصورة الصحيحة للإسلام في العالم، من خلال المواطن نفسه بأن يكون قدوة حسنة يمثل دينه ووطنه أفضل تمثيل. ووجّه النائب الثاني لمجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية، رسالة إلى أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز تضمنت المطالبة بتعزيز القيم الفاضلة التي تدعو إلى التسامح والتحلي بروح الاعتدال، في الوقت الذي نصح فيه الطلاب والطالبات بالعمل على اكتساب الخلق الفاضل، والخلق القويم، وقال: «عليكم باكتساب الخلق الذي يشتمل على الاعتدال والتوسط في بناء فكركم وتشييد عقولكم وترجمة ذلك إلى واقع ملموس في تعاملكم مع كل شؤونكم اليومية». وفي وقت كشف فيه الأمير نايف عن تعرض المملكة إلى نحو 240 محاولة إرهابية تمكن رجال الأمن من إفشال غالبها، شدد على أن مشاركة المرأة في العمليات الإرهابية محدود جداً، وقال رداً على سؤال من إحدى الطالبات: «المرأة جزء مهم من المجتمع لها حقوق وعليها واجبات، ولا نفرق بين الرجل والمرأة، ولا يمكن أن نحمل المرأة الخطأ، فهو واقع من الرجال أكثر من النساء».