أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن مسألة فتح الحدود البرية مع المغرب «ليست مطروحة في الوقت الحالي». ورد على دعوات مكثفة من الرباط خلال العامين الأخيرين، مؤكداً أن «المغرب هو من بادر إلى فرض التأشيرة على الجزائريين... والمسألة تحتاج وقتاً لنسيان الحادثة وكي تندمل الجروح». ولخص موقف بلاده من مطلب فتح الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994 مع المغرب، بأنها «مسألة وقت». وذكّر بأن « الجزائر لم تتسبب في هذه المشكلة»، في إشارة إلى إعلان الرباط أولاً فرض تأشيرات على الجزائريين الراغبين في دخول الأراضي المغربية. وقال: «يجب ترك الأمور حتى يندمل الجرح». ولم يشر زرهوني الذي كان يتحدث إلى الإذاعة الرسمية، إلى شروط جزائرية لفتح الحدود، إلا أنه أعطى انطباعاً أن بلاده لا ترى ضرورة آنية لفتح حدودها مع الجارة الغربية، مع أن الجزائر سبق أن طرحت شروطاً مسبقة مقابل التعاطي إيجابياً مع المطلب المغربي، حددتها بإرساء تعاون أمني بين البلدين، ومحاربة أشكال التهريب عبر الحدود كافة، ومكافحة تهريب المخدرات والهجرة السرية. إلى ذلك، كرر زرهوني الدعوة التي وجهها خلال اجتماعات وزراء داخلية دول غرب المتوسط في إيطاليا الشهر الماضي، إلى ضرورة معالجة النواة الإيديولوجية «للإرهاب» في موازاة محاربة الظاهرة. وشدَّد على أن «مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تختزل في الحلول الأمنية، بل يجب أن تشمل معالجة النواة الإيديولوجية للظاهرة». وتقود الجزائر هذا الطرح في مجموعاتها الدولية شمالاً وجنوباً، وتقترح في أفريقيا مشروعاً لمحاربة «الخطاب المتطرف في المساجد». واعتبر زرهوني أن التصويت ضد بناء المآذن في سويسرا والنقاش الجاري في فرنسا في شأن الهوية الوطنية «قد يعطيان للمتطرفين مبررات للصعود إلى الواجهة». ورأى أن أوروبا لا ترغب في العمل بنصائح تقدمها لها دول سبقتها في «مكافحة الإرهاب». وأعرب عن تخوف الجزائر «من أن يغذي هذا النوع من النقاشات طروحات الإرهابيين». وندَّد بالتصريحات الممجدة للخصوصيات في أوروبا، إذ أنها «تغذي المتطرفين الدينيين والثقافيين». واعتبر أن «تنامي معاداة الإسلام في بعض البلدان الأوروبية جاء نتيجة بعض الانحرافات، لاسيما من خلال التأكيد أن ثقافة ما أفضل من ثقافات أخرى». وتساءل: «ما الضرر الذي يمكن أن تلحقه منارة مسجد بأي مجتمع؟... اعتقد أن الأفكار السيئة عن الإسلام، خصوصاً الإسلاموفوبيا، ستصعب من مهمة مكافحة الإرهاب بسبب القناعات التي سيتحجج بها المتطرفون في الدول الإسلامية لأنهم سيقولون لاحظوا كيف يعاملنا المسيحيون والعالم الغربي». وأضاف: «عندما ننساق وراء تعليقات تشجع معاداة الإسلام، فإننا نعطي مبررات لأولئك الذين يستعملون الإسلام لتبرير أعمال العنف لكنهم أبعد ما يكون من تمثيل هذا الدين السمح الذي مكن المرأة من أن ترتقي، بل وقبل مثيلاتها في الغرب». واستنكر «القول ان الإسلام يتنافى مع الديموقراطية أو ترقية المرأة»، معتبراً أنه «افتراء يغذي أفكار الذين يعملون على التحريض». من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الأمين العام لجبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز دعوته الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضرورة «خلق ظروف ملائمة لضمان نجاح مسار المفاوضات برعاية الأممالمتحدة بهدف إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية». وطالب «بالتدخل العاجل من أجل وقف الحملة الواسعة النطاق من الاعتقالات والمحاكمات الصورية بحق المواطنين الصحراويين العزل وضمان حماية أمن وسلامة المواطنين الصحراويين وحقوقهم الأساسية في التنقل والتعبير». وذكرت الوكالة أيضاً أن عبدالعزيز طلب في رسالة أخرى من البابا بنديكتوس السادس عشر التدخل لإنهاء معاناة الناشطة الصحراوية أمينة حيدر المضربة عن الطعام في اسبانيا منذ نحو شهر بعدما أبعدها المغرب من مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية. وقال عبدالعزيز في الرسالة إنه «لجأ إلى السلطة الأخلاقية التي يتمتع بها البابا لدى المسحيين لاتخاذ إجراءات عاجلة، وحتى إيجاد مخرج لهذا الوضع الخطير». ودعا البابا إلى مطالبة المغرب «بالتقيد بالشرعية الدولية». وقال: «نعتقد أننا استنفدنا كل الطرق الديبلوماسية على ضوء الحالة الصحية للناشطة الصحراوية التي تريد العودة إلى بلادها... والعالم سيكون ممتناً لمثل هذه المساعدة الهادفة إلى إنقاذ أم مسلمة تجعل من التحرك غير العنيف وسيلة للدفاع عن حقوق الإنسان».