حين تكتب: ذهب حمد إلى المدرسة، فأنت تكتب خبرا، لكنك حين تضيف إلى الجملة، علامة تعجب، فإنك تكتب رأيا، هل يكفي هذا للتفريق بين الخبر، والرأي؟ الجواب: لا، لا يمكن لك التفريق بين الخبر والرأي، مهما فعلت، إلا إن كنت لا تملك من معارف الدنيا كلها، سوى معلومة واحدة، ووحيدة، وقد لا يكفي حتى مثل هذا الجهل، ببقية أخبار الدنيا، لفك الاشتباك، تحتاج إلى جهل آخر، يتمثل في عدم معرفتك لأي كلمات أخرى، مناسبة، يمكن لك صياغة القول فيها، ولأن مثل هذا الجهل، لا يمكن الوصول إليه، فلا خبر، دون رأي، على الإطلاق، والفرق، الذي تحدثه إضافة علامة التعجب، في مثالنا، هو أنك بإضافتها، أعلنت، إعلانك لرأيك، أما في غيابها، فإنك كنت أكثر دهاء، وأعلنت رأيك، دون أن تعلن عن إعلانك للإعلان! ليس هناك خبر، لا يحمل رأيا، أنت لو قلت: “ذهب حمد إلى المدرسة”، قلت خبرا، وقلت رأيا أيضا، لأنك اخترت السيد “حمد” دوناً عن بقية خلق الله، واخترت “ذهابه”، دون بقية تحركاته، واخترت طريقه “إلى المدرسة”، دون بقية دروبه، وكل اختيار من هذه الاختيارات، كان، ويظل: رأيا، في أهمية “حمد” و”الذهاب” كفعل ماض، وحرف الجر “إلى”، و”المدرسة”، فإن قال قائل، أنني زوّدتها، بتأكيدي على أهمية حرف الجر، فإنني أذكره بحرص، قناة الجزيرة، الشهير، في بداياتها، على قول: “الجزيرة في قطر”، وليس “من” قطر!