دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين إلى المحافظة على حقوق الجار والاهتمام بها. وقال في خطبة الجمعة أمس: «إن التشريعات في ديننا والوصايا في إسلامنا تبدأ بتحقيق التوحيد، وحسن العبادة ومتانة العلاقات والرابطة الإسلامية والأخوة الإيمانية هي لب الدين ولباب المشاعر يحيا بها المسلم عقيدة وشعائر وصلاة يأخذ بعضها برقاب بعض، وإن من أعظم ما تم به الإسلام تنظيم حياة المجتمع المسلم في دوائر متكاملة تتسع شيئا فشيئا حتى ينتظم المجتمع ككل بدءاً من حقوق الوالدين ثم الأقارب ثم تتسع لتشمل الجيران والأصدقاء والمعارف ثم تمتد لتتصل بالغرباء والمسلمين». وبيّن أن دائرة الجوار وحقوق الجيران ومن ذلك توثيق العلاقات مع الجيران في البيت والحي هو المقدم؛ لأنه هو الأقرب والأسرع لتحقيق التكامل في وقته المناسب وتقديم النفع في صورته البارزة، مشيراً إلى أن الجيران يعرف بعضهم بعضاً ويحيط بعضهم بأسرار بعض ويعرفون ما يدخل وما يخرج، ويتطلعون على العورات ويشاهدون الغادي والرائح، ويسمعون الأصوات ويشمون الروائح، ويبلغهم ما يجري من وفاق وخصام، لا تحجب عنهم دقائق البيوت ولا تغيب عنهم خفايا الأسرار. وأفاد أن الجوار يعبر عن كل ما يعظم حقه عقلا وشرعا، ولهذا يقال استجار به وأجاره والجار سمي جاراً لأنه يجير صاحبه ويدفع عنه السوء والضرر ويجلب له الخير والنفع. وقال إن الجار أنواع ومراتب، ويقول الحافظ ابن حجر: «الجار يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسد والصديق والعدو والقريب والغريب، وله مراتب بعضها أعلى من بعض وأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأولى كلها ثم أكثرها». وعكسها من اجتمعت فيه الصفات الأخرى. وأوضح أن محبة الجار تتبعها ثلاثة أمور: إكرامه، وكف الأذى عنه، وتحمل أذاه. مشيراً إلى أن حقوق الجار تكون في الألفة وتحصل المودة ويعيش أهل الحي والمجتمع في أمن وطمأنينة ويتبادلون المنافع ويقضون حاجاتهم فيما بينهم ويتعاونون على البر والتقوى ويدفعون الشرور والأذى عن بيوتهم وأهليهم ويؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وفي المدينةالمنورة أبان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم أن الله تعالى اتصف بصفات الكمال والجمال وتنزه عن كل عيب ونقص وأنه تعالى غني عمن سواه من المخلوقات وهي فقيرة إليه. وقال إن جميع الكائنات تسجد خاضعة ذليلةً لله تعالى، قال عز وجل: (ألم ترَ أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثيرٌ من الناس). وأضاف أن الشمس تذهب كل يوم تحت العرش وتسجد لله. قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر -رضي الله عنه-في مغرب الشمس: «أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش». وأن كل ما له ظل في الكون يسجد لله. واستشهد القاسم بتعظيم الجماد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال عليه الصلاة والسلام (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن)، وحنو جذع النخلة إليه صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- من صدق محبته.